[8] اقتباس من الآية: (95) من سورة المائدة: " عفا الله عما سلف ومن عاد فينتقم الله منه ".
وبمعناها وردت غير واحدة من الآيات الكريمات.
[9] وبما أن انتظام أمر المدينة المنورة في هذه الايام كان بيد المهاجمين على عثمان، وكان أعداء أمير المؤمنين عليه السلام في تلك الايام إما مطرودين أو منكوبين، كان له عليه السلام فسحة ما في بث ما في صدره بالنسبة إلى الذين تقدموه في تملك زمام أمر الامة، وبما أن جل الثائرين على عثمان كانوا معتقدين لابي بكر، وعمر مقاما منيعا عبر عنهما بنحو الاشارة والاختلاس وإجمال الكلام، وأما عثمان فحيث كان الجماهير معتقدين لعدوله عن منهج العدل، وتعديه عن سواء الصراط، وحدود الكتاب والسنة، فكان عليه السلام يكشف عن حاله ويسفر عن أفعاله كلما جرى له ذكر، أو اقتضى المقام كشف الغطاء عن سريرته ولم يزاحمه أمر أهم.
وهذا هو السر، في كثرة أقواله عليه السلام حول عثمان، وقلتها حول الكشف عن منويات الشيخين وفلتات أعمالهم وزلات أقوالهم مع أن الجم الغفير من هذا النمط قد أخفاه أولياؤه وأعداؤه، أما أولياؤه فستروه محافة الاستئصال، واستباحة أعراضهم وانتهاب أموالهم، وأما أعداؤه فأخفوه مخافة الافتضاح وعدم إدراك المنى والشهوات، ومع ذلك قد برز وانتشر منه فوق حد الكفاف.
فلله الحجة البالغة.
[10] أي أنظروا فيما قلت وأقول بنظر الاعتبار والانصاف، فان أنكرتم منه شيئا أي فإن وجدتم شيئا منه منكرا وزورا من القول فأنكروه وقولوا لي: إن قولك ليس بصدق ولا صواب، وإن عرفتم صحة قولي وصواب ما ألقيت إليكم فانصروني وعاضدوني، وتعاونوا على البر والتقوى.
وقوله: " فآزروا " مأخوذ من المآزرة بمعنى المعاونة والتقوية.