فالواجبة على
ضربين : أحدهما يجب بلا شرط [١٤٤] على الإطلاق ، والثاني يجب بشرط. فما يحب بالإطلاق ، فهي
صفات النفس ، مثل كون الجوهر جوهرا ، والسّواد سوادا [ والبياض بياضا ] [١٤٥] وغير ذلك من
الأجناس وهذه الصفات تحصل في حال العدم وحال الوجود عند من قال بالمعدوم ، ومن لم
يقل بالمعدوم ، فإنّها عنده تلزم مع الوجود.
وما يجب بشرط ،
على ضربين : أحدهما بشرط وجود الموصوف ، [ لا غير ] [١٤٦] والثاني يجب
عند حصول شرط [١٤٧] منفصل عنه. فالأول مثل كون الجوهر متحيّزا ، والسواد
قابضا للبصر ، والبياض ناشرا له ، وتعلق ما يتعلق بالغير. وتسمّى هذه الصفات مقتضى
صفة النفس عند من قال بالمعدوم. ومن لم يقل بذلك يسميها صفة النفس. ولا بدّ من
حصول هذه الصفات مع وجوده [١٤٨].
وما يجب عند
وجود شرط منفصل وكون المدرك مدركا ، فإنّه لا يحصل الّا عند وجود المدرك وتسمّى
هذه الصفة لا للنفس ولا للمعنى عند من أسندها إلى كونه حيا ، ومن أسندها إلى معنى
جعلها من صفات العلل.
فما يتعلق
بالفاعل على ضربين : أحدهما يتعلق بكونه [١٤٩] قادرا ، وهو الحدوث لا غير ، والآخر يتعلق [١٥٠] بصفات له آخر
، مثل كونه عالما ومريدا وكارها ، وذلك مثل كون الفعل [ محكما ] [١٥١] وكونه واقعا
على وجه دون وجه ، وكون الكلام خبرا ، أو أمرا ، أو نهيا [١٥٢].