نام کتاب : الرسائل العشر نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 1 صفحه : 14
الستة [١] ، وأكبر المؤرخين : مثل محمّد بن إسحاق ( م ١٥٠ ه ) أو
بعدها والواقدي ( ١٣٠ ـ ٢٠٧ ه ) وابن واضح اليعقوبي ( م ٢٨٤ ه ) وابن سعد كاتب
الواقدي ( م ٢٣٠ ه ) والمسعودي ( م ٣٤٦ ه ) والطّبري ( ٢٢٤ ـ ٣١٠ ه ) والبلاذري
( م ٢٧٩ ه ) وابن قتيبة الدّينوري ( م ٢٧٦ ه ) وأبي الفرج الأصفهاني ( م ٣٦٠ ه
تقريبا ) [٢] فإنهم قضوا عامة حياتهم أو شطرا منها في بغداد ، وبعضهم
مدفون فيها ، كما أنّ بعضا آخر منهم مثل المسعودي ، والبلاذريّ ، واليعقوبي ، والدّينوري
قد ولدوا ونشأوا ببغداد.
وأمّا الشّعراء
المعروفون أمثال « المتنبّي » فلعلّنا لا نجد ( سوى عدد منهم ) ممن قصد بغداد ، للاتصال
ببلاط الخلفاء أو الوزراء وكبار الرّجال من ذوي الأيدي والألسن ، وأولى المال
والجاه ، والتقرّب منهم وإنشاد المديح فيهم ، والحصول على صلاتهم ، ورفع الحاجات
إليهم ، والعكوف ببابهم أو الانصراف من عندهم مأجورين شاكرين.
وكذلك فإنّ
العلوم العقليّة ، والفلسفيّة ، والرياضية ، والطبيّة ، المعبّر عنها ب « علوم
الأوائل » أو « العلوم الدخيلة » ، لأوّل مرّة في الإسلام ، وضع حجرها الأساسي ، واستحكمت
دعائمها ، في بغداد ، فاستجلب من أجلها كبار العلماء والمترجمين من أطراف الأرض
وأكناف البلاد ، وحشروا في بغداد ، واشتغلوا بترجمة الكتب أو تأليفها في تلك
الفنون. وقد ظهرت أوّل مؤسّسة علمية أو مجمع علميّ أو دار الكتب المعروف ب « بيت
الحكمة » ببغداد ، في عهد الخليفة هارون الرّشيد ، فكانت محلّا ومرجعا للعلماء
والمترجمين [٣]. ثم أسّست مدارس
[١] هذه الكتب تعتبر
أصح كتب الحديث عند أهل السّنّة مثل الكتب الأربعة عند الشيعة. وهؤلاء الستة هم ١
ـ أبو عبد الله محمّد بن إسماعيل البخاري ( ١٩٤ ـ ٢٥٦ ه ) ٢ ـ مسلم بن الحجّاج
النيشابوري ( ٢٠٤ ـ ٢٦١ ه ) وهما صاحبا الصّحيحين ٣ ـ أبو داود سليمان بن أشعث
السجستاني ( ٢٠٢ ـ ٢٧٥ ه ) ٤ ـ أبو عيسى محمد بن عيسى التّرمذي ( ٢٠٩ ـ ٢٧٩ ه )
٥ ـ أبو عبد الرحمن أحمد بن على بن شعيب النّسائي ( ٢١٥ ـ ٣٠٣ ه ) ٦ ـ أبو عبد
الله محمد بن يزيد القزويني ( ٢٠٩ ـ ٢٧٣ ه ) المعروف ب ( ابن ماجة ) وهؤلاء
الأربعة هم أرباب السنن الأربع المعروفة بأسمائهم.
[٢] قد جاءت تراجم
هؤلاء المذكورين في مصادر كثيرة من بينها تاريخ بغداد للخطيب البغدادي.
[٣] قد اختلفوا في
عنوان هذا المركز هل انه كان مدرسة ، أو دار الكتب أو معهدا للدراسة والتأليف
والترجمة أو محلا لجميع هذه الأمور ، فلاحظ كتاب تاريخ العلوم العقلية في الإسلام (
باللغة الفارسيّة ) للأستاذ الدكتور ذبيح الله صفا ص ٤٨. وقد جاء في كتاب « دليل
خارطة بغداد » ص ٢٥٤ أنّ بيت الحكمة وكذلك مكتبة شابور ، ودار العلم للشريف الرّضي
، كلها كانت واقعة على الضفة الغربية من بغداد ولا يعلم بالضّبط متى أسّس بيت
الحكمة وربّما يرجح وجوده قبل عصر الرشيد وكانت دائرا قطعا إلى عصر ابن النّديم
صاحب الفهرست ، فليلاحظ المصدر المذكور.
نام کتاب : الرسائل العشر نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 1 صفحه : 14