responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الرسائل العشر نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 1  صفحه : 11

للتعريف بعقيدته ومذهب عائلته فيما قبل الهجرة إلى بغداد. مع أنّ أسماء آبائه أيضا يؤيّد ذلك. وجميع من كتب عن الشيخ الطوسي من علماء الشيعة أكّدوا انتمائه إلى هذا المذهب من أوّل شبابه ، وهذا عندهم من المسلّمات ، ولم يقل أحد منهم خلافه.

إلّا أنّ عديدا من أهل السنّة نسبوه إلى المذهب الشّافعي على اختلاف تعابيرهم. والظاهر أنّ المدعي الأوّل لهذا الرأي هو تاج الدين السبكى [٥] في « طبقات الشّافعيّة » فيقول ما حاصله : « أبو جعفر الطّوسيّ فقيه الشيعة ومصنفهم كان ينتسب إلى مذهب الشافعي .. ورد بغداد ، وتفقّه على مذهب الشّافعي ، وتعلّم الكلام والأصول عند أبي عبد الله محمد بن محمد بن النعمان ، المعروف بالمفيد ، فقيه الإماميّة .. » [٦] وبعد السّبكى قال العلّامة السيوطي في كتابه « طبقات المفسّرين » : « محمد بن الحسن بن علىّ أبو جعفر شيخ الشيعة وعالمهم .. ورد بغداد ، وتفقّه في فنون الفقه على مذهب الشّافعي ، فلازم الشيخ المفيد فصار على أثره رافضيّا [٧] وممن صرّح أخيرا بذلك الكاتب الشّلبي في « كشف الظّنون » فقال : « كان ينتمي إلى مذهب الشّافعي » إلّا أنّ الشلبى قد خلط ما بين الطوسي وأمين الإسلام الطبرسي ، كما انه خلط أيضا بين تفسير « التبيان » للطوسي ، وتفسير « مجمع البيان » للطبرسي ، بالإضافة إلى أخطاء أخر صدت منه في هذا الصدد.

وهنا يطرح هذا السؤال نفسه : ما السّبب في نسبة الشيخ إلى مذهب الشّافعي على لسان عديد من علماء السنّة فقط؟ ولما ذا امتنع علماء الشيعة من ذكره؟ فسكتوا عنه؟ لعلّ قائلا يقول إنّ السّبب الوحيد هو التعصّب والطائفيّة ، لكنّه قول باطل ، إذ لو كان الشّيخ شافعيّا في بدء امره فانتقل إلى التّشيّع ، لكان ذلك مفخرة للشيعة وليس عارا عليهم ، لأنّه قبل كلّ شي‌ء دليل على أصالة هذا المذهب وقوّته. مع أنّ علماء الشيعة لم يتحاشوا عن الاعتراف بذلك في ترجمة علماء كبار أمثال « ابن قبة » [٨] و « العيّاشي » [٩] فانتقال رجل معروف وعالم كبير مثل الشيخ الطوسي ولو في أوائل أمره من مذهب الشّافعي إلى المذهب الشّيعي ،


[٥] السّبكي بضم السّين نسبة إلى سبك العبيد قرية في مصر ، وهو قاضي القضاة تاج الدين ، عبد الوهّاب بن علي بن عبد الكافي المتوفّى عام ٧٧١ ه‌.

[٦] طبقات الشافعية ج ٣ ص ٥١.

[٧] طبقات المفسّرين ص ٢٩.

[٨] هو أبو جعفر محمد بن عبد الرحمن بن قبة ( بكسر الأول وتخفيف الثّاني ) زحف الرازيّ ، كان معتزليّا رجع الى المذهب الإماميّ ، رجال النّجاشي ص ٢٩٠.

[٩] هو أبو النّصر محمد بن مسعود بن محمد بن عيّاش السلمي السمرقندي المعروف ب « العياشي » وزان

نام کتاب : الرسائل العشر نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 1  صفحه : 11
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست