و قال في الموعظة و الاعتبار و هي قصيدة طويلة نذكر منها:
لا تقربن عضيهة * * * إن العضاءة مخزيات
و اجعل صلاحك سرمدا * * * فالباقيات الصالحات
في هذه الدنيا و من * * * فيها لنا أبدا عظات
إما صروف مقبلا * * * ت أو صروف مدبرات
و الذل موت للفتى * * * و العز في الدنيا حياة
و الذخر في الدارين إما * * * طاعة أو مأثرات
و قال في الزهد، و هي قصيدة طويلة نذكر منها:
قل للذي راح بعز و اغتدى * * * يسحب منه مطرفا موردا
صنيع من يطمع أن يخلدا * * * جمعت ما لا بد أن يبددا
إن لم يزل في يومه زال غدا * * * يا جامعا لغيره محتشدا
نضدت مالا هل نضدت أمدا؟ * * * سيان من سار يجر العددا
و من يظل واحدا منفردا * * * كلاهما مفارق ما وجدا
و له في الوعظ:
يقولون أسباب الحياة كثيرة * * * فقلت و أسباب المنون كثير
و ما هذه الأيام إلا مصائد * * * و أشراك مكروه لنا و غرور
يسار بنا في كل يوم و ليلة * * * فكم ذا إلى ما لا نريد نسير
و ما الدهر إلا فرحة ثم ترحة * * * و ما الناس إلا مطلق و أسير
و له في الاعتبار هذه القصيدة الحسنة، نذكر منها:
يا سائلي عن ذنوب الدهر آونة * * * اسمع فعندي أنباء و أخبار
كل الرجال إذا لم يخشعوا طمعا * * * و لم تكدرهم الآمال أحرار