وإذا كان واجبا
عليه ذلك فيجب أن يكون معصوما .. وذلك :
لان غير
المعصوم إما أن يكون : ـ
ألف
ـ عادلا : وإذا كان كذلك ولم يكن معصوما لا تحصل فوائد نصب الامام
ووجوده ، حتى وإن كان معذورا بارتكاب ما يرتكبه من ذنوب وآثام ، فإن المعذورية شي
وتفويت الفوائد شي آخر.
كما ان السهو
بارتكابها لا يرفع إلا العقاب ، فتبقى الحاجة إلى من يرد فاعلها.
كما ان العادل
قد يرتكب الصغائر ، ولا يقدح ذلك بعدالته ، بل قد يرتكب الكبائر سهوا .. فيحتاج في
كليهما إلى من يرده ، وبالخصوص إذا ارتكبها عمدا ، وإن كان حصول ذلك نادرا ما يكون.
بل قد يفسق ، وإذا
حصل هذا لا يستطاع عزله لكونه الامام المفترض الطاعة ، بل أكثر من ذلك قد يبتلى
الناس بإمام ظاهره العدالة وباطنه الفسق والفجور.
فيجب على جميع
هذي الوجوه نصب آخر ، والحديث فيه كالحديث فيه ، فيجب آخر وهكذا ، وهو كما ترى.