نام کتاب : الأمالي نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 0 صفحه : 5
عن السّاق، و لم يأل جهدا، و بذل كلّ ما أطاق، ركب الصّعب و
الذّلول، و تجشّم الحزن و السّهول[1]، و أخذ يدأب
في العمل ليلا و نهارا، و راجعني مهما أعضل عليه الأمر متنا و رجالا، فأعنته مخلصا
في حلّ الإعضال، و بذلت و سعي في رفع الإشكال، و بالجملة جهد جهده و أتى بكلّ ما
عنده حتّى أخرج الكتاب و أبرزه بهذه الصّورة القشيبة[2]، و الحلية الزّاهرة النقيبة، منكشفا
لبسه، مشرقة شمسه، زائلا قتامه[3]، منيرا بدره،
منجليا ظلامه، مضيئة درره، متجلّية فصوصه، كأنّه عزم المعلّق أن لا يدع لباحث
وراء- فحصه مطمعا، و لا لقوس تطلّبه منزعا، و أصبح أبرزه بحيث القارئ في غنية عن
مراجعة شتّى الكتب لفهم ما حواه أو بيان ما احتواه، و سهّل بتعاليقه الأمر على من
يريد المؤانسة لفوائده و المنافسة في شرف عوائده، مع أنّ المحشّي- أيّده اللّه- في
اقتبال من شبابه، و حداثة من سنّه، و ريعان من عمره؛ و هو في نعومة أظفاره و بكورة
أعماله تراه قد تضلّع في التنقيب و اضطلع في التحقيق، فحيّاه اللّه نعم الصّديق، و
بيّاه نعم الصّاحب و الرّفيق، نسأل اللّه تعالى أن يزيد له في التأييد و التوفيق.
على أكبر الغفّارى
[1] تجشم الامر: تكلفه على مشقة. و الحزن- بفتح
المهملة و سكون الزاى-: