responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأمالي - ط مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي نویسنده : السيد الشريف المرتضي    جلد : 1  صفحه : 9


على ما جهلوه . . أولها انه تعالى إنما عدل عن جوابهم لعلمه بأن ذلك أدعى لهم إلى الصلاح في الدين وان الجواب لو صدر منه إليهم لازدادوا فسادا وعنادا إذ كانوا بسؤالهم متعنتين لا مستفيدين وليس هذا بمنكر لأنا قد نعلم في كثير من الأحوال فيمن يسألنا عن الشئ ان العدول عن جوابه أولى وأصلح في تدبيره . . وقد قيل إن اليهود قالت لكفار قريش سلوا محمدا عن الروح فأن أجابكم فليس بنبي وان لم يجبكم فهو نبي فانا نجد في كتبنا ذلك فأمره الله تعالى بالعدول عن ذلك ليكون علما ودلالة على صدقه وتكذيبا لليهود الرادين عليه وهذا جواب أبي علي محمد بن عبد الوهاب الحياني . . وثانيها أن القوم إنما سألوه عن الروح وهل هي محدثة مخلوقة أو ليست كذلك فأجابهم بأنها من أمر ربي وهو جوابهم عما سألوه بعينه لأنه لا فرق بين أن يقول في الجواب انها محدثة مخلوقة وبين قوله إنها من أمر ربي لأنه إنما أراد انها من فعله وخلقه وسواء على هذا الجواب أن تكون الروح التي سألوا عنها هي التي بها قوام الجسد أو عيسى أو جبرئيل عليهما السلام وقد سمى الله جبرئيل روحا وعيسى أيضا بذلك مسمى في القرآن . . وثالثها انهم سألوه عن الروح الذي هو القرآن وقد سمى الله القرآن روحا في مواضع من الكتاب فإذا كان السؤال عن القرآن فقد وقع الجواب موقعه لأنه قال لهم الروح الذي هو القرآن من أمر ربي ومما أنزله على نبيه صلى الله عليه وسلم ليجعله دلالة له وعلما على صدقه وليس من فعل المخلوقين ولا مما يدخل في إمكانهم وهذا جواب للحسن البصري ويقويه قوله تعالى بعد هذه الآية * ( ولئن شئنا لنذهبن بالذي أوحينا إليك ثم لا تجد لك علينا وكيلا ) * فكأنه تعالى قال إن القرآن من أمري وفعلي ومما أنزلته علما على نبوة رسولي صلى الله عليه وسلم ولو شئت لرفعته وأنزلته وتصرفت فيه كما يتصرف الفاعل فيما يفعله [ فصل ] . . قال أبو مسلم محمد بن بحر الأصبهاني في قوله تعالى * ( والأرض مددناها وألقينا فيها رواسي وأنبتنا فيها من كل شئ موزون ) * قال إنما خص الموزون دون المكيل بالذكر لوجهين . . أحدهما ان غاية المكيل تنتهي إلى الوزن لأن سائر المكيلات إذا صارت طعاما دخلت في باب الوزن وخرجت عن باب الكيل فكان الوزن أعم من الكيل . . والوجه الآخر ان في الوزن معنى الكيل لأن الوزن هو طلب

نام کتاب : الأمالي - ط مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي نویسنده : السيد الشريف المرتضي    جلد : 1  صفحه : 9
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست