responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاقتصاد الهادي إلى طريق الرشاد نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 1  صفحه : 51

نهيا إلا بكراهية المنهي عنه، و لو كان مريدا للقبيح لأدى الى أن يكون مريدا للشيء كارها له، و ذلك باطل.

و أيضا فلو أراد القبيح لكان محبا له، راضيا به، لأن المحبة و الرضا هي الإرادة إذا وقعت على وجه مخصوص، و أجمعت الأمة على خطأ من أطلق ذلك على اللّه تعالى و قد قال اللّه تعالى «وَ مَا اللّٰهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِلْعِبٰادِ» [1] و «مَا اللّٰهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِلْعٰالَمِينَ» [2] و «يُرِيدُ اللّٰهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَ لٰا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ» [3]. و من أعظم العسر الكفر و القبائح المؤدية إلى العقاب، و قد قال اللّه تعالى «وَ مٰا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَ الْإِنْسَ إِلّٰا لِيَعْبُدُونِ» [4] و معناه أراد منهم العبادة لأن هذه اللام لام الغرض لأنها لو كانت لأم العاقبة لكان كذبا لوجودنا كثيرا من الجن و الانس غير عابدين للّه تعالى.

و قوله «سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شٰاءَ اللّٰهُ مٰا أَشْرَكْنٰا وَ لٰا آبٰاؤُنٰا وَ لٰا حَرَّمْنٰا مِنْ شَيْءٍ كَذٰلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ حَتّٰى ذٰاقُوا بَأْسَنٰا» إلى قوله «إِنْ أَنْتُمْ إِلّٰا تَخْرُصُونَ» [5] واضح في أنه لا يريد القبيح لأنه كذب من أضاف ذلك الى اللّه، و من أنه اتباع للظن دون العلم، و آيات القرآن شاهدة بذلك و هي أكثر من أن تحصى.

و قوله «وَ لَقَدْ ذَرَأْنٰا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ» [6] اللام ههنا لام العاقبة


[1] سورة غافر: 31.

[2] سورة آل عمران: 108.

[3] سورة البقرة: 185.

[4] سورة الذاريات: 56.

[5] سورة النحل: 35.

[6] سورة الأعراف: 179.

نام کتاب : الاقتصاد الهادي إلى طريق الرشاد نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 1  صفحه : 51
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست