نام کتاب : الاقتصاد الهادي إلى طريق الرشاد نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 1 صفحه : 48
علم فعله أو دل عليه، و ما له صفة زائدة على حسنه فهو كل فعل يستحق به المدح على بعض الوجوه.
و هو على ضربين: أحدهما إذا لم يفعله استحق الذم على بعض الوجوه، و الآخر لا يستحق الذم إذا لم يفعله على حال.
فالأول موصوف بأنه واجب على ثلاثة أقسام: أحدها واجب مضيق كالصلاة المفروضة و كرد عين الوديعة، و الثاني يكون مخيرا فيه كالكفارات الثلاث في اليمين، و الثالث من فروض الكفايات إذا قام به بعض سقط عن الباقي كرد السلام و الجهاد و الصلاة على الأموات.
و ما هو ندب على ضربين: أحدهما يكون نفعا و أصلا إلى الغير فيوصف بأنه إنعام و إحسان إذا قصد ذلك، و الأخر لا يتعداه فلا يوصف بأكثر من أنه ندب. و أمثلة ذلك في أفعالنا و أفعاله قد ذكرناها في شرح الجمل و المقدمة و غير ذلك من كتبنا.
و القبيح هو كل فعل إذا وقع من عالم بقبحه أو متمكن من العلم بقبحه استحق عليه الذم على بعض الوجوه.
و العلم بقبح القبائح و وجوب الواجبات [يكون عقليا و شرعيا: فالعقليات كالعلم بقبح الظلم و الجهل و الكذب العاري من نفع أو ضرر و العبث و غير ذلك، و الواجبات] [1] كالعلم بوجوب رد الوديعة و الإنصاف و قضاء الدين و العلم بحسن الإحسان و غير ذلك. و أما ما يعلم بالشرع فكلما لا يمكن معرفته بالعقل كالعبادات الشرعية من الصلاة و الزكاة و الصوم و الحج و غير ذلك، و كقبح شرب الخمر و الزنا و غير ذلك، فإنه لا مجال للعقل في العلم بذلك.