نام کتاب : الإفصاح في الإمامة نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 234
هاهنا و عمر بن الخطاب من بين الثلاثة صفر منه بالاتفاق أما
عثمان فقد كان له ذلك و إن كان بلا فضل فإن خلو القرآن من مديح له على ما كان منه
دليل على أنه لا فضل له فيه و لو حصل له به قسط من الفضل لكان كسهم غيره من
المنفقين الذين لم يجب لهم التقدم بذلك في إمامة المسلمين.
و أما الزهد في الدنيا
فقد قضى بتعرية الثلاثة منه مثابرتهم على الإمارة و مضاربتهم الأنصار على الرئاسة
و مسابقتهم إلى الحيلة في التظاهر باسم الإمامة و تركوا رسول الله ص مسجى بين
أظهرهم لم يقضوا له بذلك في مصابه حقا و لا حضروا له غسلا و تجهيزا و لا صلاة و لا
تشييعا و لا دفنا و توفروا على مخاصمة من سبقهم إلى السقيفة طمعا في العاجل و زهدا
في الآجل و سعيا في حوز الشهوات و تناولا للذات و تطاولا على الناس بالرئاسات و لم
يخرجها الأول منهم عن نفسه حتى أيقن بهلاكه فجعلها حينئذ في صاحبه ضنا بها على
سائر الناس و غبطة لهم.
و كان من أمر الثاني في
الشورى ما أوجب تحققه بها بعد وفاته و تحمل من أوزارها ما كان غنيا عنه لو سنحت
بها نفسه إلى مستحقها و ظهر بعده من الثالث ما استحل به أصحاب رسول الله ص دمه من
إطراح الدين و الانقطاع إلى الدنيا و قضاء الذمامات بأموال الله تبارك و تعالى و
تقليد الفجار من بني أمية و مروان رقاب أهل الأديان و لما طولب بنزعها عنه ليقوم
بها من سلك طرق الدين امتنع من ذلك
نام کتاب : الإفصاح في الإمامة نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 234