كلامه قائلا: اخشى ان اكون خرجت بهذا البحث عن منهاجي فيه وهو الاعراض عن مسائل الخلاف التي لا علاقة لها بفهم القرآن والاهتدا به، وعن الترجيح بين المذاهب الذي هو مثار تفرق المسلمين وتعاديهم، على انني ابرا الى اللّه من التعصب والتحيز الى غير ما يظهر لي انه الحق واللّه عليم بذات الصدور[1].
ومع هذا الكلام تراه ينحاز ويتعصب حتى ينجر الى ان يسخر ويستهزئ باصل اصيل ثابت حكمه في القرآن والسنة واجماع المسلمين.
2 ـ كلمة موسى جار اللّه: ارى ان المتعة من بقايا الانكحة في الجاهلية كانت امراتاريخيا لا حكما شرعيا بقيت في صدر الاسلام بقا العوائد التي لا تستاصل الا بزمن، فالعرب قبل الاسلام كان لها انكحة دامت حتى صارت عادة ابطلها الاسلام يمكن ان البعض كان يرتكب المتعة في صدر الاسلام جريا على العادة مستحلا او جاهلا، ويمكن ان الشارع اقرها لبعض في بعض الاحوال من باب ما نزل فيها ما قد سلف، وقدنزل في اشد المحرمات ونسخت وحرمت تحريم ابد ولم يكن نسخها نسخ حكم شرعي بل نسخ امر جاهلي، ولم يكن في الاسلام نكاح متعة، ليس بيد احد دليل لاباحتها في زمن من صدر الاسلام ولم تقع من صحابي في الاسلام ولو وقعت فلا يتمكن احد ان يثبت انها كانت باذن من الشارع بل دوام عمل كان في الجاهلية وعادة معروفة[2].
اقول: فلو امعنت النظر ايها القارئ الكريم في الصفحات السابقة وكررت مطالعتك فيها يظهر لك جواب ادعا موسى جار اللّه وعلمت ان حكم المتعة ثبت في القرآن والسنة ثبوتا قطعيا وقد اتفقت اقوال المحدثين والمفسرين بان المسلمين في صدرالاسلام قد عملوا بالمتعة.
وما قول جار اللّه النابع عن العصبية الا تحكم وتخرص واستهزا وتفكه لما وردفي الكتب الحديثية والتفسيرية والتاريخية.