اخرج البخاري في صحيحه عن ابن عباس قال: ان عمر بن الخطاب كان يقول: اقضانا علي (ع)[1].
اقول: هذه الكلمة التي اقر بها الخليفة الثاني واعترف بها، اقتبسها من كلمة النبي (ص) التي طالما كان يكررها في مواقف عديدة، فمرة قال (ص): اقضاهم علي[2] ـ اي اقضى الاصحاب ـ واخرى قال (ص): اقضاها علي[3] الامة جمعا.
ولا يخفى ان مسالة القضا وان كانت تستلزم التقوى والورع، فانها تحتاج ضرورة الى العلم الكافي والمعرفة التامة بالمسائل، بحيث لو لم تحصل تلك العلوم لاستحال القضا الصحيح.
وبناءاً على هذا ان معرفة الامام علي (ع) التامة بعلم القضا، الذي امضاه الرسول وهو في الواقع اشارة الى ان الامام علي له المعرفة التامة بجميع العلوم، وكان كلمة الرسول «اقضاهم علي» حلت محل «علي اعلمهم واتقاهم وو».
6 ـ الحب المتبادل بين اللّه ورسوله وعلي:
عن سهل بن سعد قال: قال النبي (ص) يوم خيبر: لاعطين الراية غدا رجلا يفتح على يديه يحب اللّه ورسوله، ويحبه اللّه ورسوله، فبات الناس ليلتهم، ايهم يعطى، فغدواكلهم يرجوه فقال: اين علي؟ فقيل: يشتكي عينيه، فبصق في عينيه ودعا له فبرا كان لم يكن به وجع، فاعطاه.
فقال: اقاتلهم حتى يكونوا مثلنا؟
فقال (ص): انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم ثم ادعهم الى الاسلام واخبرهم
[1]صحيح البخاري 6: 23 كتاب التفسير باب قوله تعالى: (ما ننسخ من آية او ننسها).