المبحث الأول: مادّة الأمر

وهي كلمة «الأمر» المؤلّفة من الحروف «أ، م، ر» وفيها ثلاث مسائل:

المسألة الأولى: معنى كلمة الأمر:

قيل(1): إن كلمة «الأمر» لفظ مشترك بين الطلب وغيره ممّا تُستعمل فيه هذه الكلمة، كالحادثة والشأن والفعل(2)، كما نقول: «جئت لأمر كذا»، أو «شغلني أمر» أو «أتى فلان بأمر عجيب».

ولا يبعد أن تكون المعاني التي تُستعمل فيها كلمة «الأمر» ما خلا «الطلب» ترجع إلى معنى واحد جامع بينها، وهو مفهوم «الشيء»، فيكون لفظ «الأمر»
ـ

1) اختار هذا القول مشهور الأصوليين، ونسبه المحقّق الحلّي ; إلى أبي الحسين البصري، وقال: «وتوسط أبو الحسين فقال: هو مشترك بين القول المخصوص وبين الشيء والصفة والشأن والطريق، وهو المختار»[240].

2) والغرض والفعل العجيب وأمثالها[241] .

[240] معارج الأصول: 61، هداية المسترشدين 1: 565، قوله: إنّ لفظ الأمر يُطلق على...

[241] وقد ذكر لها المرحوم الرشتي ; أربعة عشر معنى. راجع: بدائع الأفكار: 198، مادّة الأمر قوله: جاءت في الاستعمالات لمعان...، وزادها المحقّق الأصفهاني ; إلى أربعة وعشرين معنى، راجع: هداية المسترشدين: 130، قوله: أما الأوّل فنقول: إنّ لفظ الأمر....