بسم الله الرّحمٰن الرّحِیم
افتتاحًا بذکره و اعتصامًا برحمته و الحمد لِلّه ربِّ العالمِین، إقرارًا بربوبِیّته و غاِیةً لدعوِی أولِیائه. قال عزّ مِن قائل: (وَءَاخِرُ دَعۡوَىٰهُمۡ أَنِ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ)،[1] أداءً لصِلَةِ سلامِه علِیهم بقوله جلّ و عزّ: (سَلَٰمٞ قَوۡلٗا مِّن رَّبّٖ رَّحِيمٖ)،[2] حمدًا أزلِیًّا أبدِیًّا سرمدِیًّا، لا منتهِیٰ لأمده و لا غاِیةَ لمَدَدِهِ، بارئُ النّسمات، داحِِی المدحوّات، خالقُ الأرضِین و السّماواتِ، و الخالقُ مِن الماءِ بشرًا فجاعِلُه نسبًا و صهرًا، و الجاعلُ لنا من أنفسنا أزواجًا لنسکُنَ إلِیها و جَعَلَ بِیننا مودّةً و رحمةً. قال سبحانه و تعالِیٰ شأنه: (وَهُوَ ٱلَّذِي خَلَقَ مِنَ ٱلۡمَآءِ بَشَرٗا فَجَعَلَهُۥ نَسَبٗا وَصِهۡرٗا وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرٗا)،[3] و قال: (وَمِنۡ ءَايَٰتِهِۦٓ أَنۡ خَلَقَ لَكُم مِّنۡ أَنفُسِكُمۡ أَزۡوَٰجٗا لِّتَسۡكُنُوٓاْ إِلَيۡهَا وَجَعَلَ بَيۡنَكُم مَّوَدَّةٗ وَرَحۡمَةً إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَٰتٖ لِّقَوۡمٖ يَتَفَكَّرُونَ).[4]
[1]. سوره ِیونس (10) آِیه 10.
[2]. سوره ِیس (36) آِیه 58.
[3]. سوره فرقان (25) آِیه 54.
[4]. سوره روم (30) آِیه 21.