responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رحلة المكانسي نویسنده : محمد بن عبد الوهاب المكانسي    جلد : 1  صفحه : 177

إلى ضريح كعب الأحبار و جعفر الطيار رضي الله عنهما، منخفض من الأرض قريب من السور يقال له الكثيب الأحمر عندهم، الذي يقال إنه استشهد فيه ثلاثمائة رجل من أصحاب رسول الله 6، فقرأنا لهم الفاتحة و دعونا بما نرجو من الله قبوله، و من أجل ذلك لا يمشي الناس هناك إلا حفاتا (كذا). الحاصل هذه البلدة بقعة من بقاع الجنة، لكثرة ما اشتملت عليه من الصحابة و الأولياء (رضوان الله عليهم أجمعين).

و لهذه المدينة سور عظيم من أعظم الأسوار، و أزقتها و أسواقها كذلك كلها مرصفة بالحجارة من عمل الروم، إلا أن ديارها ليست بمرتفعة كثيرا، و جدراتها التي سقطت و أعيدت بالبناء لم تعد على شكل ما كانت عليه زمن الروم بالحجارة كما هو موجود في بعضها، فإنما يجددونها بالطين لا غير، و لها القلعة الحصينة التي لا تكاد تفتح إلا بتيسير من الله تعالى، ما رأيت مثل ذلك العجب، إلا أن سورها هد من جهات كثيرة، و قد كان لها سرب تحت الأرض ينزلون منه إلى المدينة و رأينا أثره. و يقال إن بها المصحف العثماني‌ [279] و إنما يخرج للناس- 131- يوم الجمعة، و لم نصادف يوم الجمعة فنراه، و يحكى أن من عادة أهل حمص أنهم إذا احتاجوا إلى المطر يخرجون هذا المصحف و يستسقون به، و يدعون الله تعالى فيحصل لهم السقي و قد تكرر ذلك مرارا.

و ينسج بهذه المدينة الحرير الكثير، فقد كان أهلها يجوسون خلال خيام الركب بثياب الحرير يبيعونها، و بها نصارى كثيرون من بقية أهلها الأقدمين تحت ذمة المسلمين، فقد

مغادرة حمص‌

و كان مقامنا بها اليوم الذي وصلنا فيه، و في عشية هذا اليوم رحلنا منها و النفس غير مطاوعة، فسرنا الليل كله و عند الإسفار نزلنا على ضيعة يقال لها الحسية على ثمان ساعات، و بها خان كبير ينزله الحجاج‌


[279] نسبة إلى الخليفة عثمان بن عفان.

نام کتاب : رحلة المكانسي نویسنده : محمد بن عبد الوهاب المكانسي    جلد : 1  صفحه : 177
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست