ظهور في الصورة الثانية و وجب أن نفسّر الكلام على أساس تلك الصورة الظاهرة.
و يطلق على كلمة «الحديث» في هذا المثال اسم «القرينة» لأنها هي التي [اقترنت باللفظ ف] دلّت على الصورة الكاملة للسياق و أبطلت مفعول كلمة البحر و ظهورها.
و أمّا إذا كانت الصورتان متكافئتين في علاقتهما بالسياق فهذا يعني أن الكلام أصبح مجملا و لا ظهور له، فلا يبقى مجال لتطبيق القاعدة العامّة.
القرينة المتصلة و المنفصلة:
عرفنا أن كلمة «الحديث» في المثال السابق (1) قد تكون قرينة في ذلك السياق، و تسمّى «قرينة متصلة» لأنها متصلة بكلمة البحر و أبطلت مفعولها و دخلت معها في سياق واحد، و الكلمة التي يبطل مفعولها بسبب القرينة تسمّى ب «ذي القرينة» (2).
و من أمثلة القرينة المتصلة الاستثناء من العام، كما إذا قال
(1) يريد أن يقول في هذا البحث أن القرينة إذا اتصلت بالكلام سمّيت «قرينة متصلة» و إذا انفصلت عن شخص الكلام سمّيت «قرينة منفصلة». و من الواضح عند العرف أن القرينة تقدم على ذي القرينة لحجّية الظهور الناشئ من مجموع الكلام.
(2) القرينة مثل «الحديث» في المثال السابق، و ذي القرينة هي «البحر».