نام کتاب : دراسات في الأصول / تقريرات نویسنده : السيد صمد علي الموسوي جلد : 1 صفحه : 180
و بعضها ليخاطب بها المعنى، و الإشارة و التخاطب يستدعيان التشخّص كما لا يخفى ... و لكن التشخّص الناشئ من قبل الاستعمالات لا يوجب تشخّص المستعمل فيه ... فدعوى أنّ المستعمل فيه في مثل «هذا» و «هو» و «إيّاك» إنّما هو المفرد المذكّر، و تشخّصه إنّما جاء من قبل الإشارة أو التخاطب بهذه الألفاظ إليه ... غير مجازفة.
و مراده أنّ الوضع و الموضوع له و المستعمل فيه فيها عامّ و كلّي، و هو المفرد المذكّر، و الفرق في مقام الاستعمال فقط، و نظيره قال في باب الحروف في مقام الفرق بين كلمة «من» و «الابتداء»:
مقدمة:
لا يخفى أنّ مورد استعمال كلمة «هذا» عبارة عن الإشارة الحضوريّة، و أنّ عنوان الإشارة يكون من المعاني الحرفيّة المتقوّمة بالطرفين- أي المشير و المشار إليه- كالظرفيّة المتقوّمة بالظرف و المظروف، هذا متّفق عليه، و لكنّ الإشارة على نوعين: إحداهما: إشارة عمليّة محضة، و هي مستقلّة لا يحتاج في تحقّقها إلى اللفظ، كالإشارة باليد و سائر الجوارح.
و الثانية: إشارة لفظيّة، و أمّا في تحقّقها مستقلّة أو أنّها تحتاج إلى اقترانها مع الإشارة العمليّة فاختلف العلماء فيه.
قال بعض الأعلام على ما في كتاب المحاضرات: «إنّ كلمة «هذا» أو «ذاك» لا تدلّ على معناها و هو المفرد المذكّر، إلّا بمعونة الإشارة الخارجيّة كالإشارة باليد- كما هي الغالب- أو بالرأس أو بالعين، و ضمير الخطاب لا يبرز معناه إلّا مقترنا بالخطاب الخارجي» [1].