responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : الشيخ مهدي بن أبي ذر النراقي    جلد : 1  صفحه : 99

أقرب في التساوي مما كان للطبي إلى أن يبلغ إلى الحقيقي، «و الثاني» أن يصير أبعد فيه مما كان له إلى غير النهاية، إلا أن بعض مراتب الطرفين التي منها الاعتدال الحقيقي غير ممكن الوقوع فتأمل.

فإن قيل: إن الوسط المعتبر هنا إن كان إضافيا، لكان له عرض كعرض المزاج، فلا يناسب وصفه بالحدة و الدقة، قلنا. كما في عرض المزاج مرتبة هي أفضل المراتب و أقربها إلى الاعتدال الحقيقي، كذلك في عرض الوسط للملكات مرتبة هي أفضل المراتب و أقربها إلى الحقيقي، و هي المطلوبة بالذات و لا ريب في أن خصوص هذه ليس لها عرض واسعة، فلا بأس بوصفها بالدقة و الحدة، و أما سائر المراتب المعدودة من الوسط و إن لم تكن خالية عن شوائب الإفراط و التفريط، إلا أنه لما كان لها قرب محدود إلى المرتبة المطلوبة بحيث يصدق معه كون النوع أو الشخص باقيا على كماله اللائق به عدت من الأوساط و الفضائل: كما أن غير الأقرب إلى الاعتدال الحقيقي من مراتب عرض المزاج يعد من الاعتدال: لكون النوع أو الشخص معه باقيا محفوظا بحيث لا يظهر خلل بين في أفعاله و إن لم يخل عن الانحراف، و لو وصف هذه المراتب أيضا بالحدة و الدقة مع سعتها فوجهه أن وجدانها و الثبات عليها لا يخلو أيضا من صعوبة.

فصل (أجناس الرذائل و أنواعها)

قد ظهر مما ذكر أنه بإزاء كل فضيلة رذائل غير متناهية من طرفي الإفراط و التفريط، و ليس لكل منها اسم معين و لا يمكن عد الجميع و ليس على صاحب الصناعة حصر مثلها، لأن وظيفته بيان الأصول و القوانين الكلية

نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : الشيخ مهدي بن أبي ذر النراقي    جلد : 1  صفحه : 99
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست