فصل (التكبر على اللّه و على الناس)
التكبر قد يكون على اللّه، كما كان لنمرود و فرعون، و سببه الطغيان و محض الجهل، و هو أفحش أنواع الكبر، إذ هو أعظم أفراد الكفر، و لذا تكررت في ذمه الآيات، كقوله تعالى:
إِنَّ اَلَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبََادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دََاخِرِينَ [1] . و قوله: وَ مَنْ يَسْتَنْكِفْ عَنْ عِبََادَتِهِ وَ يَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعاً [2] . و قوله: تعالى: : ثُمَّ لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى اَلرَّحْمََنِ عِتِيًّا [3]
و قوله: فَالَّذِينَ لاََ يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ قُلُوبُهُمْ مُنْكِرَةٌ وَ هُمْ مُسْتَكْبِرُونَ [4] .
و قد يكون على الرسل من حيث تعزز النفس و ترفعها عن انقيادهم، كما كان لمن يقول:
أَ هََؤُلاََءِ مَنَّ اَللََّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنََا [5] . و لمن يقول:
أَ نُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنََا [6] . إِنْ أَنْتُمْ إِلاََّ بَشَرٌ
[1] غافر، الآية: 60.
[4] النحل، الآية: 23.
[2] النساء، الآية: 172.
[5] الانعام، الآية: 53.
[3] مريم، الآية: 69.
[6] المؤمنون، الآية: 47.