responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : الشيخ مهدي بن أبي ذر النراقي    جلد : 1  صفحه : 380

و منها:

الكبر

و قد عرفت: أنه الركون إلى رؤية النفس فوق الغير، و بعبارة أوضح:

هو عزة و تعظيم يوجب رؤية النفس فوق الغير و اعتقاد المزية و الرجحان عليه، فهو يستدعى متكبرا عليه. و به ينفصل عن العجب، إذ العجب مجرد استعظام النفس من دون اعتبار رؤيتها فوق الغير، فالعجب سبب الكبر و الكبر من نتائجه.

ثم الكبر-أي العزة الموجبة لرؤية النفس فوق الغير-هو خلق الباطن يقتضي أعمالا في الظاهر هي ثمراته، و تسمى تلك الأعمال الظاهرة الصادرة منه تكبرا، و لذا من تعزز و رأى نفسه باطنا فوق الغير، من دون صدور فعل على جوارحه، يقال له (كبر) ، و إذا ظهرت الأعمال يقال له (تكبر) و هذه الأعمال الظاهرة التي هي ثمرات خلق الكبر أفعال و أقوال توجب تحقير الغير و الإزراء به، كالترفع عن مؤاكلته و مجالسته، و الاستنكاف عن مرافقته و مصاحبته، و إبعاده عن نفسه، و إبائه عن الجلوس بجنبه، و انتظاره أن يسلم عليه، و توقعه أن يقوم ماثلا بين يديه، و الاستنكاف من قبول وعظه، و تعنيفه في إرشاده و نصحه، و تقدمه عليه في المحافل و الطرقات، و عدم الالتفات إليه في المحاورات، و توقع التقديم عليه في كل ما يدل على التعظيم عرفا. و بالجملة، الأعمال الصادرة عن الكبر كثيرة، و لا حاجة إلى إحصائها، لكونها مشهورة معروفة، و من جملتها الاختيال في المشي و جر الثياب، إذ فاعلهما يرى نفسه فوق الأكثر و يقصد بهما استحقارهم، فهما يقتضيان متكبرا عليه، فيكونان من أنواع التكبر، و ما ورد في ذمهما يدل‌

نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : الشيخ مهدي بن أبي ذر النراقي    جلد : 1  صفحه : 380
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست