responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : الشيخ مهدي بن أبي ذر النراقي    جلد : 1  صفحه : 298

تتميم الثبات أخص من كبر النفس‌

قد عرفت أن الثبات أخص من كبر النفس، و هو ملكة التحمل على الخوض في الأهوال، و قوة المقاومة مع الشدائد و الآلام، بحيث لا يعتريه الانكسار، و إن زادت و كثرت. و ضده الاضطراب في الأهوال و الشدائد، و من جملة الثبات الثبات في الإيمان، و هو اطمئنان النفس في عقائدها، بحيث لا يتزلزل فيها بالشبهات، قال اللّه تعالى:

يُثَبِّتُ اَللََّهُ اَلَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ اَلثََّابِتِ فِي اَلْحَيََاةِ اَلدُّنْيََا وَ فِي اَلْآخِرَةِ [1] .

و هذا الاطمئنان من شرائط كسب الكمال و فضائل الأعمال، إذ ما لم تستقر النفس على معتقداتها في المبدإ و المعاد لم يحصل لها العزم البالغ على تحصيل ما يتوقف فائدته عليها فمن ليس له هذا الثبات لا تجده ثابتا و مواظبا على شي‌ء من الأعمال الفاضلة، بل هو:

كَالَّذِي اِسْتَهْوَتْهُ اَلشَّيََاطِينُ فِي اَلْأَرْضِ حَيْرََانَ [2] .

و المتصف به مواظب لها دائما من غير فتور. و عدم هذا الثبات لعدم البصيرة الباطنة أو لضعف في النفس. فوجوده يحصل من المعرفة و قوة النفس، فهو من فضائل العاقلة و قوة الغضب، و عدمه من رذائل إحداهما أو كليهما،


[1] إبراهيم، الآية: 27.

[2] الانعام، الآية: 71.

نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : الشيخ مهدي بن أبي ذر النراقي    جلد : 1  صفحه : 298
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست