responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : الشيخ مهدي بن أبي ذر النراقي    جلد : 1  صفحه : 205

بأسرها في حين المحال، و ما يمكن منه خارج عن حيطة الضبط و التدوين، و لذا ترى أن البارعين من الحكماء و الفائقين من أجلة العرفاء بذلوا وسعهم في بيان مجاري التفكر و مطارحه و شرح بمجال النظر و مسارحه فسطروا فيه الأساطير و ملأوا منه الطوامير، و خاضوا في غمرات بحار الأفكار و غاصوا في تيار لجج الأنظار، و مع ذلك لم يعودوا بالنظر إلى ما هو الواقع إلا صفر اليدين و رجعوا آخر الأمر (بخفي حنين) . و نحن لو تعرضنا لشرح ما يمكن لنا دركه من الحكم و الغرائب المودعة في عضو واحد من أعضائها على التفصيل لخرجنا عن وضع الكتاب، و ارتكبنا ما يعمل الناظرين من الإطناب، فنشير إجمالا إلى بعض ما فيها من الحكم و العجائب، تنبيها للطالبين على كيفية التفكر في الصنائع الإلهية، فنقول:

أما (البعوض)

فانظر كيف خلقه اللّه على صغر قدره على شكل الفيل الذي هو أعظم الحيوانات، إذ خلق له خرطوما كخرطومه، و خلق له مع صغره جميع الأعضاء التي خلقها للفيل بزيادة جناحين، فقسم أعضاءه الظاهرة، فأنبت جناحيه و أخرج يديه و رجليه، و شق سمعه و بصره و دبر في باطنه أعضاء الغذاء، و ركب فيها من القوى الغاذية و الجاذبة و الدافعة و الماسكة و الهاضمة ما ركب في الحيوانات العظيمة-كما يأتي في الإنسان-ثم هداه إلى غذائه الذي هو دم الإنسان و غيره من الحيوانات، فأنبت له آلة الطيران إلى الإنسان، و خلق له الخرطوم الطويل و هو محدد الرأس، و هداه إلى الامتصاص من مسام بشرة الإنسان حتى يضع خرطومه في واحد من مسامه، و يغرز فيه و يمص الدم و يتجرعه، و خلق خرطومه-مع دقته-مجوفا حتى يجري فيه الدم الصافي الرقيق و ينتهي إلى باطنه و ينتشر في معدته و في سائر أعضائه، و عرفه أن الإنسان يقصده بيده فعلمه حيلة الهرب، و خلق له

نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : الشيخ مهدي بن أبي ذر النراقي    جلد : 1  صفحه : 205
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست