responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : الشيخ مهدي بن أبي ذر النراقي    جلد : 1  صفحه : 17

جامع السعادات و علم الأخلاق‌

لا شك أن القدرة على التأليف موهبة من اللّه تعالى فوق موهبة العلم و الفهم، و ليس كل من كان عالما استطاع التأليف.

و التأليف في حد ذاته من أبرز الخدمات التي يؤديها العالم للناس في حياته، و من أعظم الحظوظ للإنسانية، و بسببه استطاعت أن تتقدم على مرور الأجيال. و مع ذلك ليس كل تأليف يعد خدمة للناس و حظا للإنسانية.

و إذا أردنا أن نضع المؤلفات في رفوف حسب قيمتها، فانما في فترات منقطعة تظهر مؤلفات من النوابغ يصح أن نضعها في الرف الأعلى و يصدق عليها بحق أنها مما ينفع الناس، فتمكث في الأرض، و تفرض نفسها للخلود و البقاء إذا سلمت من عوادي الدهر الغاشمة. و من سوء الحظ أن الفراغ لا يزال كثيرا في هذا الرف الأعلى.

و من بين الفترات لا بد أن تبرز في كل علم من المؤلفات هي من حقها أن توضع في الرف الثاني أو ما دونه. و حظها أن تنسج على منوال غيرها لتحييها و تهي‌ء انتهاء الفترة لظهور الأثر الخالد مما يوضع في الرف الأعلى.

و هذه غير العثاء الذي يذهب جفاء، و من حقه أن يلقى في سلة المهملات و ما أكثر هذا النوع الرخيص، لا سيما في عصرنا الحاضر الذي سهلت له الطباعة الاسفاف.

و يجب ألا نغالي في مؤلفات شيخنا النراقي فنضعها في الرف الأعلى، و لكن (جامع السعادات) الذي نقدمه، هو بالخصوص من الآثار الخالدة، و إن لم يكن موضعه هذا الرف الأعلى كسائر الكتب الأخلاقية في الدورة الإسلامية. و لا ندري السر في ذلك، لأن الفترة بعد لم تنته لعلم الأخلاق بخصوصه كيما يظهر الأثر الخالد المنتظر الذي سيكون في الرف الأعلى،

نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : الشيخ مهدي بن أبي ذر النراقي    جلد : 1  صفحه : 17
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست