responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الذريعة إلى حافظ الشريعة نویسنده : رفيع الدين محمد الجيلاني    جلد : 1  صفحه : 178

فيبقى في قِلالها لمن يحتاج إليه، ويذوب ما يذوب منه، فيجري منه العيون الغزيرة التي يجتمع منها الأنهار العظام، وينبت منها ضروب من النبات والعقاقير التي لا ينبت مثلها في السهل، ويكون فيها كهوف ومعاقل للوحوش من السباع العادية، ويتّخذ فيها الحصون والقلاع المنيعة للتحرّز من الأعداء، وينحت منها الحجارة للبناء والارحاء، ويوجد فيها معادنُ لضروب من الجواهر، وفيها خلال اخرى لا يعرفها إلّاالمقدّر لها في سابق علمه.

فكِّر يا مفضّل في هذه المعادن وما يخرج منها من الجواهر المختلفة، مثل الجصّ والكلس والجبسين والزرانيخ‌ [1] والمرتك والتوتيا والزيبق والنحاس والرصاص والفضّة والذهب والزبرجد والياقوت والزمرّد وضروب الحجارة، وكذلك ما يخرج منها من القار والموميا والكبريت والنفط وغير ذلك ممّا يستعمله الناس في مآربهم، فهل يخفى على ذي عقل أنّ هذه كلّها ذخائرُ ذخرت للإنسان في هذه الأرض ليستخرجها، فيستعملها عند الحاجة إليها». [2]

فصل: في اختلاف الليل والنهار

قال 7: «فكِّر يا مفضّل في مقادير الليل والنهار كيف وقعت على ما فيه صلاح هذا الخلق، فصار منتهى كلّ واحدٍ منها إذا امتدّ إلى خمس عشرة ساعة لايجاوز ذلك، أفرأيت لو كان النهار مقداره مائة ساعة أو مائتي ساعة ألم يكن من ذلك بوار كلّ ما في الأرض من حيوان ونبات؟ أمّا الحيوان فكان لا يهدأ ولا يقرّ طول هذه المدّة، ولا البهائم كانت تمسك عن الرعي لو دام لها ضوء النهار، ولا الإنسان كان يفتر عن العمل والحركة، وكان ذلك سيهلكها [3] أجمع، ويؤدّيها إلى التلف. وأمّا النبات فكان يطول عليه حرّ النهار ووهج الشمس حتّى يجفّ ويحترق.


[1]. في المصدر: «الزرنيخ».

[2]. توحيد المفضّل، ص 151- 153؛ بحار الأنوار، ج 3، ص 127- 128.

[3]. في المصدر: «ينهكها»

نام کتاب : الذريعة إلى حافظ الشريعة نویسنده : رفيع الدين محمد الجيلاني    جلد : 1  صفحه : 178
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست