نام کتاب : الدرر النجفية من الملتقطات اليوسفية نویسنده : البحراني، الشيخ يوسف جلد : 1 صفحه : 347
الجواب عن إشكال التردّد المنسوب إليه تعالى
و حينئذ، فالكلام يقع هنا في مقامين:
الأوّل: في الجواب عن الإشكال الأوّل. و قد اجيب عنه بوجوه:
أحدها: ما نقل عن العلّامة الفيلسوف و العماد المير محمد باقر الداماد- طيب اللّه تعالى مرقده- حيث قال: (اعلم أن التردّد في أمر يكون سببه تعارض الأمر الداعي المرجّح في الطرفين، و أطلق المسبب هناك و أريد: السبب. و معنى الكلام:
أن قبض المؤمن بالموت خير بالقياس إلى نظام الوجود، و شر من حيث مساءته، فهذه الشرّيّة العرضية الاضافية روح أقوى ضروب الشريات بالعرض و أشد أفرادها، [في] الأفاعيل الإلهية [التي] خيراتها الجزيلة كثيرة، و شرّيتها الإضافية قليلة لشرف المؤمن و كرامته عند اللّه سبحانه و تعالى.
و بعبارة اخرى وقوع الفعل بين طرفي [الخيريّة] [1] بالذات و لزومه الخيرات الكثيرة، و الشرّية بالعرض و بالإضافة إلى طائفة من الموجودات هو المعبر عنه بالتردّد؛ إذ الخيرية تدعو إلى فعل الفعل، و الشرية إلى تركه ففي ذلك انسياق إلى تردّد ما.
فإذن المعنى: ما وجدت شرية من الشرور اللازمة لخيرات كثيرة في أفاعيلي، مثل شرية مساءة عبدي المؤمن من جهة الموت، و هو من الخيرات الواجبة في الحكمة البالغة الإلهية، فما في الشرور بالعرض اللازمة للخيرات الكثيرة أقوى شرية، و أعظم من الشر بالعرض، و لكن الخير الكثير و الحكمة البالغة في ذلك أحكم و أقوم و أقوى و أعظم) [2] انتهى.