ذكر ; أن بداية رحلته العلمية كانت مع والده المبرور الشيخ أحمد- بعد أن هيّأ له من يعلّمه القراءة و الكتابة- حيث تلمذ له في كتاب (قطر الندى) و أكثر (شرح ابن الناظم) و أغلب كتاب (شرح النظام على شافية ابن الحاجب) و جزءا من كتاب (القطبي). و لا بدّ من الإحاطة بالظروف التي كانت تكتنف حياة شيخنا المترجم لكي نستطيع أن نكون فكرة واضحة عن جهاد هذا الرجل العظيم في طلب علوم أهل البيت : و إعلاء كلمتهم، فقد كان ; يعيش في فترة تعدّ فترة كساد، فترت فيها الهمم عن طلب العلم و الاجتهاد فيه، و أغلب من فيه إما متفيقه يحكم بما جاء في كتب الأصحاب دون إعمال رأي، بل يجمع من هذا الكتاب و ذاك ما يقضي به لبانته كما أشار إليه ; بقوله: (و المتورع الفاضل المجتهد بين العباد إذا وردت عليه المسألة هيأ لها (شرح اللمعة) و (المسالك)، و بعض شروح (الإرشاد)، و أصدر الجواب منها من غير علم له بابتنائه على صحة أو فساد) [2].
و إمّا جاهل يدّعي المعرفة، و هو ما ذكره ; من تظلّم و تشكّي الشهيد الثاني (قدّس سرّه) ممّن يدّعي العلم في زمانه، و قد ذكرناه في أوّل المقدّمة. و قد ألقت هذه الفترة