الحمد للّه رب العالمين و الصلاة و السلام على أشرف خلقه محمد و آله الطيبين الطاهرين.
و بعد فإن الخمس من الحقوق المالية التي شرعها اللّه عز و جل لمصلحة الأمة الإسلامية حيث جعلها عمادا لحكومة الإسلام و تثبيتا لأركانها، و بسط نفوذها و تسهيل أوجه نشاطها.
و هي من أهم التشريعات الإلهية التي اهتمت بجوانب متعددة من حياة هذه الأمة و عيش أفرادها في رغد و طمأنينة في حياة حافلة بالمنافيات و عوارض الدهر.
و الحقوق المالية متعددة و هي بمجموعها تشكل النظام الضريبي في الإسلام الذي بني على أسس قويمة و دقيقة قل نظيرها في سائر التشريعات الإلهية، و قد اهتم بها اهتماما بليغا فشرع في هذا المجال أروع التشريعات و أدقها وفق أعظم المصالح و أرفع الحكم في دين قامت أسسه و قواعده على مراعاة المصالح العظيمة فصارت تشريعاته من أهم التشريعات السماوية و اشتملت من النظريات و الأحكام و القواعد ما يجعل هذا الدين من أعظم الأديان على الإطلاق من حيث السمو و الرفعة و الاستيعاب و الإحاطة، و بذلك