وجه الاستدلال: أنّ هذه تدلّ على وجود المتّقي الحقيقي، و هو المعصوم.
الأربعون:
أنّ هذه صفة مدح على التقوى، فمع عمومها يكون المدح أولى، و التحريض عليه أكثر، فلا بدّ من طريق إلى ذلك، و ليس إلاّ المعصوم، فيجب وجوده.
الحادي و الأربعون:
أنّ[قولنا: هذا] [3] متقّ، مساو لنقيض قولنا: هذا ظالم؛ لأنّ كلّ واحد منهما[يستعمل] [4] في نقيض الآخر عادة و عرفا.
و (ظالم) يصدق بمعصية واحدة، و نقيض الموجبة الجزئية السالبة الكلية [5] .
و المتّقي [6] إنّما يصدق حقيقة على من لم يخلّ بواجب و لم يفعل قبيحا، و ذلك هو المعصوم، فيجب وجوده بهذه الآية؛ لأنّها تدلّ على إرادة اللّه تعالى لخلقه المحبّة، و المانع منتف. و متى وجدت القدرة و الداعي و[انتفى] [7] الصارف وجب الفعل، فيجب خلقه و نصبه في كلّ وقت، و هو المطلوب.
الثاني و الأربعون:
الإمام يزكّيه اللّه تعالى، و لا شيء من غير المعصوم يزكّيه اللّه تعالى، فلا شيء من الإمام بغير معصوم.
أمّا الصغرى؛ فلأنّ إيجاب اتّباع أقواله و أفعاله و امتثال أوامره و نواهيه و نفاذ حكمه و صحّة حكمه بعلمه من غير شاهد تزكية [8] قطعا، و الإمام كذلك.