فيلزم من ذلك قهره للقوى الشهوية و إلاّ لم يكن شجاعا، و الغضبية و إلاّ لم يكن صفّاحا، و للحقد و إلاّ لم يكن نسّاء للأحقاد، فلا يصدر عن هذه القوى[مقتضاها، فلا يصدر منه ذنب؛ لأنّ الذنب مصدره هذه القوى] [1] لا غير.
الثاني و الستّون:
الإمام لا يلتفت إلى القوى البدنية و الشهوية البتة في وقت ما، و إلاّ لكان غيره في تلك الحال-إذا لم يلتفت-أفضل منه من هذه الجهة، لكنّ الإمام أفضل من الكلّ في كلّ الأوقات و من كلّ الجهات.
و فاعل المعاصي لأجل ذاته لا غير، فهو في تلك الحال ملتفت إلى ذاته، معرض عن جناب الحقّ، فلا شيء من الإمام بفاعل المعاصي.
الثالث و الستّون:
الإمام نفسه دائما متوجّهة بالكلّية إلى طلب الحقّ و الصواب في جميع الأشياء، و إلاّ لم يصلح للعدل في كلّ الأوقات، فلا تتحرّك القوى البدنية إلى ما يضادّ ذلك؛ لوجود هيئة راسخة في النفس تقتضي ضدّها، فلا يمكن صدور ذنب منه أصلا و البتة، و هو المطلوب.
[3] تقدّم تقريره في الوجهين الثالث و السادس من البحث الخامس من المقدمة، و في الدليل الخامس و العشرين، و الدليل السادس و الأربعين، و في الوجه الثاني من الدليل الستّين، و الدليل الواحد و الستّين من المائة الأولى، و الدليل العاشر من المائة الثانية.