وجه الاستدلال: أنّ هذا يدلّ على أن ليس لهم أمر و لا حكم في شيء مطلقا، بل الكلّ للّه تعالى، فلا يجوز أن يكون نصب الإمام مستندا إليهم؛ لأنّه من أعظم الأمور و أتمّها و أهمّها، و عليه يبنى المصالح الدينية، فيكون إلى اللّه تعالى، و اللّه تعالى لا يجوز أن يجعل غير المعصوم؛ لأنّه قبيح؛ لما تقدّم [2] ، و اللّه تعالى لا يفعل القبيح.
[و لأنّه] [3] لو أمر بطاعته في جميع أوامره، و هو يمكن أن يأمر بما يريد و بما سنح في خاطره و قد وقع [4] مثل ذلك، فلو أمر اللّه به لزم أن يكون[له] [5] من الأمر شيء، لكنّه منفي.
و إن كان فيما يعرف المكلّف أنّه صواب لزم إفحامه، فلا حاجة إلى نصبه.
الثامن و العشرون:
علّة السبب علّة المسبّب، فلو كان نصب الإمام من فعلهم لكان جميع الأوامر و النواهي و الأحكام الصادرة منه من فعلهم، فثبت نقيض السالبة [6] التي حكم اللّه تعالى بصدقها، و هو خلف.