حصان رزان ما تزن بريبة* * * و تصبح غرثى من لحوم الغوافل
فقالت له عائشة لكنك لست كذلك قال مسروق فقلت لها أ تأذنين له أن يدخل عليك و قد قال اللّه تعالى وَ الَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذابٌ عَظِيمٌقالت و أى عذاب أشد من العمى و قالت انه كان ينافح أو يهاجي عن رسول اللّه (صلى اللّٰه عليه و آله و سلم)*
[الكلام على غزوة الخندق و خبرها تفصيلا]
و في هذه السنة و قيل في الخامسة كانت غزوة الخندق و سببها على ما ذكروا ان رسول اللّه (صلى اللّٰه عليه و آله و سلم) لما أجلى بني النضير جعل حيى بن أخطب يسعى بالغوائل و ذهب الى مكة في رجال من قومه و دعوا قريشا الى حرب رسول اللّه (صلى اللّٰه عليه و آله و سلم) و اخبروهم بأنهم اهدى سبيلا منه و فيهم نزل قوله تعالى أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَ الطَّاغُوتِالآية فلما اجابتهم قريش تقدموا الى قبائل ابن الانصاري صلى خلف الصديق و سمع عمر و عائشة و غيرهما و روى عنه خلق من التابعين فمن بعدهم منهم أبو وائل و هو أكبر منه و امامته و جلالته و ثقته متفق عليها قال الشعبى ما علمت أن أحدا كان يطلب العلم في أفق من الآفاق مثله و قال مرة الهمدانيّ ما ولدت همدانية مثله و قال ابن المديني ما أقدم عليه واحدا من أصحاب عبد اللّه و كان أفرس فارس باليمن و هو ابن أخت معد يكرب و قال له عمر ما اسمك قال مسروق بن الاجدع فقال سمعت رسول اللّه 6 يقول الاجدع شيطان أنت مسروق بن عبد الرحمن و قال الشعبي فرأيته في الديوان مسروق بن عبد الرحمن و قال العجلي كان من أصحاب عبد اللّه الذين يقرءون القرآن و يعلمون السنة علقمة بن الاسود و عبيدة و مسروق و الحارث بن قيس و عمرو بن شراحيل مات سنة ستين و قيل ثلاث و ستين انتهى قلت حديث الاجدع شيطان رواه عن عمر أحمد و أبو داود و ابن ماجه و الحاكم (ينشدها شعرا) بضم أوله و كسر ثالثه رباعي و في مسلم يشبب بأبيات له أى يتغزل (ينافح) بالفاء و المهملة أي يدافع و يناضل (أو) للشك (يهاجي) بالجيم بدون همزة* و في هذه السنة أى الرابعة (و قيل في الخامسة) و هو الصواب كما مر عن الحافظ ابن حجر و ذلك في شوال كما مر أيضا (بالغوائل) بالمعجمة جمع غائلة و هى كل أمر يعمل سرا (في رجال من قومه) سمى منهم في سيرة ابن إسحاق سلام بن ابى الحقيق و كنانة بن الربيع بن أبى الحقيق و هوذة ابن قيس و أبو عمار الوائلي في نفر من بنى النضير و نفر من بني وائل (ودعوا قريشا الى حرب رسول اللّه 6) زاد البغوي عن أبن اسحاق و قالوا انا سنكون معكم حتى نستأصله (و أخبروهم أنهم أهدى سبيلا منه) و ذلك انهم قالوا لهم يا معشر يهود انكم أهل الكتاب الاول و العلم بما أصبحنا نختلف فيه نحن و محمد فديننا خير أم دينه فقالوا بل دينكم خير من دينه و أنتم أولي بالحق منه (و فيهم نزل الى آخره)