responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحوث في شرح مناسك الحج نویسنده : الشيخ أمجد رياض والشيخ نزار يوسف    جلد : 1  صفحه : 97

من ينكر احتمالاً أو قطعاً أصل فريضة الحج إذا كان إنكاره لشبهة أو نحوها.

ب ــ أما الوجه الخاص الذي يستدل به على كفر من أنكر فريضة الحج فهو ذيل قوله تعالى [1] : ((وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ)) ، ويبتني الاستدلال بهذا الذيل على أمرين ..

الأمر الأول: أن المراد بالكفر هو ما يقابل الإسلام أي الكفر بدين الإسلام، ويقابله الإيمان به. ووجهه أنه متى ما أطلق الكفر فهو ظاهر في هذا المعنى وإذا أريد منه غير ذلك فلا بد من قرينة تدل عليه، وهذا واضح لمن راجع المعاجم اللغوية وتتبع موارد الاستعمال في الآيات والروايات.

الأمر الثاني: أن الكفر المذكور في ذيل الآية الكريمة مرتبط بالحج المذكور في صدرها بنحو من أنحاء الارتباط، وإن لم نقل بذلك يفقد الذيل الارتباط بما قبله، مع ظهور الآية في ارتباط بعضها بالبعض. ولذلك قال السيد الشريف الرضي [2] : (إن العلماء لم يختلفوا في أن المراد بهذا الكفر ما يكون متعلقاً بالحج).

والارتباط المناسب هو أن يكون ذكر الكفر من قبيل ذكر المسبب بدلاً عن السبب، إيعازاً إلى السببية، كما هو متداول في كلام العرب. والسبب هنا هو عدم الإيمان بالحج، فبدلاً من أن يقول: من لا يؤمن بوجوبه يكفر، قال: من كفر فإن الله غني عن العالمين. وفي هذا إيعاز إلى أن عدم الإيمان بوجوبه موجب للكفر.

ونظير هذا قوله تعالى [3] : ((مَا لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ)) حيث إنه كان يدعوهم إلى الإيمان بالله تعالى الذي هو سبب للنجاة، وهم كانوا يدعونه إلى الكفر الذي هو سبب لاستحقاق النار ــ ولذلك قال بعده: ((تَدْعُونَنِي لأَكْفُرَ بِاللَّهِ)) ــ فأقام المسبب مقام السبب إيعازاً إلى السببية.


[1] آل عمران: 97.

[2] حقائق التأويل في متشابه التنزيل ج:5 ص:196.

[3] غافر: 41.

نام کتاب : بحوث في شرح مناسك الحج نویسنده : الشيخ أمجد رياض والشيخ نزار يوسف    جلد : 1  صفحه : 97
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست