(مسألة 5): إذا حج ندباً معتقداً بأنه غير بالغ فبان بعد أداء الحج أنه كان بالغاً أجزأه عن حجة الإسلام (1).

________________________

(1) إن مورد كلامه (قدس سره) هو ما إذا كان الحاج مستوفياً لجميع ما يعتبر في وجوب حجة الإسلام ــ من الاستطاعة وغيرها ــ إلا أنه اعتقد عدم توفر أحدها وهو البلوغ، فنوى أداء الحج الندبي، ثم تبيّن له لاحقاً أنه كان بالغاً حين إتيانه بالحج، فهل يجزي عنه أو لا؟

ولا يخفى أن للاعتقاد بعدم تحقق البلوغ ــ خلافاً للواقع ــ مناشئ مختلفة ..

منها: التقصير في التعلم، كما في الفتاة التي لا تهتم بتعلم أحكام دينها، ومنها حدّ البلوغ في الأنثى، فيؤدي بها ذلك إلى الاعتقاد بأنها لا تزال صغيرة كما يقول الناس بالرغم من بلوغها تسع سنين.

ومنها: الخطأ في التعلم، كما في الفتى الذي تعلم أن حدّ البلوغ في الذكر إكمال خمس عشرة سنة، ولكنه أخطأ فتوهم أن المناط هو السنة الشمسية، ولذلك اعتقد عدم كونه بالغاً بالرغم من إكماله خمس عشرة سنة هلالية.

ومنها: الجهل بالموضوع، كما إذا شك في مقدار عمره فاعتمد على استصحاب عدم بلوغه الخامسة عشرة ثم تبين الخلاف.

ومنها: التغير في التقليد، كما إذا كانت الفتاة تقلد من يرى الحيض علامة لبلوغ الأنثى ثم عدلت إلى تقليد من يرى بلوغها بإكمال التاسعة من عمرها.

إلى غير ذلك من المناشئ والأسباب. والجامع بين مواردها هو الاعتقاد بعدم البلوغ. وأداء الحج في هذا الحال بنية الاستحباب.

وقد أفتى السيد الأستاذ (قدس سره) بأن الحج المأتي به بتلك النية يجزي عن حجة الإسلام من غير تفصيل. وهذا هو أيضاً مختار السيد صاحب العروة (قدس سره) وقد وافقه عليه معظم المحشين [1] . ولكن تأمل فيه السيد البروجردي وبعض تلامذته

[1] العروة الوثقى ج:4 ص:352 مسألة:9.