نام کتاب : الإمام الصادق عليه السلام نویسنده : الشيخ محمد حسين المظفر جلد : 1 صفحه : 244
كراماته
إن اللّه تعالى أراد بخلقه لخلقه أن يعرفوه، و من معرفته أن يعبدوه «و ما خلقت الجنّ و الإنس إلّا ليعبدون» [1] و كانت مخلوقاته آية وجوده، و جمال الصنع، و اتصال التدبير دلالة وحدانيّته، و جعل من أنفسهم مرشدا الى ذلك كلّه، و هو العقل.
غير أن العقل لا يهتدي بنفسه الى كيفيّات عبادته، و خصوصيّات طاعته، لأن ذلك لا يعلم إلّا من قبله تعالى، و من ثم وجب عليه تعالى- حين أراد منهم عبادته- أن يرسل إليهم من يدلّهم على ما أراد، و يعرّفهم ما أوجب.
و لا يصحّ للعقل أن يصدّق دعوى كلّ من يدّعي النبوّة من دون بيّنة و معجز، فكان على الأنبياء أن يأتوا بالبرهان على تلك الدعوى، و لا نعرف أن المدّعي نبيّ مرسل إذا لم تكن لديه حجّة بالغة، بل شأن اكثر الناس الجحود و الإنكار مع الآيات و الدلالات، فكيف إذا لم تكن آية أو دلالة، فإن لم تكن لتلك الدعوى حجّة كانت الحجّة على رفضها قائمة بل هي تخصم نفسها بنفسها.
ما الآية؟
جدير بهذا السؤال العناية و النظر، لأن تصديق النبوّة متوقّف على صحّة