نام کتاب : الأرج المسكي في التاريخ المكي وتراجم الملوك والخلفاء نویسنده : علي بن عبد القادر الطبري جلد : 1 صفحه : 292
و قهر ثمانية أعداء، و وقف ببابه ثمانية ملوك، و خلف من الذهب ثمانية آلاف دينار و من الدراهم مثلها، و خلف من الجمال و البغال ثمانية آلاف، و من الخيل [1] ثمانية آلاف، و من المماليك ثمانية آلاف، و من الجوارى ثمانية آلاف، و بنى ثمان قصور- و هذا من الاتفاق الغريب.
و كان أميا لا يحسن القراءة و الكتابة إلا القليل منهما، و سبب ذلك: أنه كان له غلام يتعلم معه فى الكتّاب، فمات الغلام، فقال له أبوه الرشيد:
مات غلامك يا محمد؟ فقال: نعم يا سيدى و استراح من الكتّاب، فقال:
أقراءة الكتاب تبلغ منك هذا! دعوه لا تعلموه.
و مع ذلك كان على غاية من البلاغة. حكى الرياشى قال: «كتب ملك الروم إلى المعتصم يهدده، فأمره لجوابه، فلما قرئ عليه الكتاب لم يرضه المعتصم و قال: اكتب: بسم اللّه الرحمن الرحيم. أما بعد، فقد قرأت كتابك و سمعت خطابك، إن الجواب ما ترى لا ما تسمع، و سيعلم الكافرين عقبى الدار» [2].
محمد بن يزيد بن الوليد الأموى؛ أول من عدى من خلفاء بنى أمية على أبيه، و شرويه بن كسرى أول من عدا من الملوك على أبيه، فلم يهنأ بالأمر؛ لأن عادة اللّه قد جرت بأن من عدى على أبيه لا يبلغ سؤلا، و لا يتمتع فى الدنيا إلا قليلا. و استمر إلى أن سم فى «كمبرى»، فمات فى شهر ربيع الآخر سنة ثمان و أربعين و مائتين، فكانت مدته: ستة أشهر، و قيل: مات بالرنجة، و قيل: أصابه ورم فى معدته، و قيل:
فصد [4] بمبضع [5] مسموم، و رأى أباه فى النوم فقال له: و يلك يا محمد قتلتنى و ظلمتنى، و اللّه لا تمتعت بالخلافة إلا أياما يسيرة ثم مصيرك النار.