القرشى، بايع الناس نفسه بالخلافة بعد خلع معاوية بن يزيد- كما تقدم- و لقب بالمؤتمن باللّه، و والده الحكم طريد النبى (صلى اللّه عليه و سلم) الذى نفاه إلى «الطائف»، فأقام بها [1] حتى تخلف عثمان بن عفان فأذن له فى العود إلى المدينة.

و قد [2] استمرت ولاية مروان إلى أن قتلته زوجته أم خالد بن يزيد بن معاوية بوسادة وضعتها هى و جواريها على وجهه و هو نائم، و ذلك فى أول شهر رمضان، و قيل: فى ربيع الآخر سنة خمس و ستين، و كانت مدته نحو تسعة أشهر.

- مروان الحمّار [3]:

ابن محمد بن مروان بن الحكم بن أبى العاص بن أمية بن عبد شمس، أبو عبد الملك، الجعدى، الأموى، القرشى الزنديق، يلقب بالقائم بحق اللّه، بويع بعد موت ابن عمه إبراهيم بحكم خلعه، إلى أن قتل فى أول سنة اثنين و ثلاثين و مائة «بأبى صير» من أرض مصر، و كانت مدته: خمس سنين و شهرا و عشرة أيام و هو آخر خلفاء بنى أمية.

- ابن يزيد، و قيل: بعد خلع خالد بن يزيد، و لقب بالمؤتمن باللّه. و توفى فى رمضان، و قيل: فى ربيع الآخر سنة 65 ه. و يقال: إنه مات فجأة، و قيل: مسموما، و قيل: إن سبب موته أن أم خالد- زوجته- و ثبت هى و جواريها فعمدت إلى و سادة فوضعتها على وجهه و غمرته هى و الجوارى حتى مات. انظر: تاريخ الخميس: 2/ 307، أسد الغابة:

3/ 104، سير النبلاء: 3/ 125، المعارف: 79.

[1] فى (أ): به.

[2] فى (أ): و إن.

[3] مروان الحمار: هو مروان الحمار بن محمد بن الحكم بن أبى العاص بن أمية بن عبد شمس، القرشى، الأموى. أمه أم ولد كردية، و كان مولده بالجزيرة، و كان أبوه متوليها من قبل ابن عمه عبد الملك بن مروان فى سنة 72 ه. و كان يعرف بالحمّار لشجاعته و صبره على الحروب، فكان أشجع بنى أمية. و كان يعرف أيضا بالجعدى نسبة لمؤدبه و أستاذه جعد ابن درهم. و قد ولى مروان ولايات جليلة قبل أن يلى الخلافة، و افتتح فتوحات كثيرة، و تحارب مع بنى العباس و انهزم من عبد اللّه بن على أقبح هزيمة بعد حروب توالت بينهم أشهرا ففر إلى الشام ثم إلى مصر، و طلب الصعيد، و كان قد عزم على الدخول إلى الحبشة و السودان. فوجه عبد اللّه بن على أخاه صالح بن على فى طلبه، فلحق بمروان بقرية «أبو صير» من أرض مصر، فقتله هناك سنة 132 ه. انظر: تاريخ الخميس: 2/ 322، 323.