responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إعراب القرآن نویسنده : احمد بن محمد النحاس    جلد : 1  صفحه : 7

لمحة تاريخية عن مباحث إعراب القرآن‌

كان القرآن الكريم على الدوام دليل المسلمين و قبلتهم و مثابة اجتهادهم، لذلك ما انفكّوا يعكفون عليه حفظا و درسا و تمثّلا، و لا ينون يصرفون جهدا كبيرا متّصلا لتبيان معانيه و أحكامه، و ناسخه و منسوخه، و وجوه قراءته، و دقائق بلاغته، و آيات إعجازه، و سوى ذلك من النواحي التي يشتمل عليها موضوع علوم القرآن و مباحثه القديمة المتجددة.

و من المباحث الأساسية في هذا المجال إعراب القرآن، ألفاظا و جملا. و لا يخفى ما لهذا المبحث من أهمية كبرى في الكشف عن معاني القرآن للارتباط الوثيق القائم بين المعنى و المبنى في اللغة العربية، أو بالأحرى بين اللفظ و إعرابه بحيث يتلوّن المعنى بتلوّن الإعراب. و قد قيل: الإعراب فرع المعنى. و لعل ما يميز اللغة العربية عن معظم اللغات الأخرى هو هذا الارتباط الوثيق بين المعنى و الإعراب، و بهذا الترتيب:

فالنصّ العربي يفهم أولا، ثم يقرأ قراءة صحيحة أي معربة على الوجه الصحيح.

و القارئ مهما بلغ من التمكّن في علم النحو، لا يستطيع أن يقرأ نصّا عربيّا لأول وهلة و على النحو الصحيح إن لم يكن متمثلا المعنى المراد أولا، خصوصا عند ما تغيب علامات الإعراب أو الشكل. هذا بخلاف ما يحصل بإزاء نص فرنسي مثلا، إذ يستطيع قراءته قراءة صحيحة حتى من دون أن يسبق له علم بالمعنى الموجود فيه. فالنص الفرنسي يقرأ ثم يفهم. من هنا يمكن القول إن اللغة العربية ما تزال لغة شفوية في المقام الأول.

إن العلاقة بين «علم إعراب القرآن» و علم النحو لا تحتاج إلى إيضاح.

و بالتالي فقد اعتبر جمهور العلماء أن إعراب القرآن هو من علم النحو. و لكن العلاقة وثيقة أيضا بين إعراب القرآن و تفسيره، و لذلك ذهب البعض، و منهم طاش كبري زادة في كتابه «مفتاح السعادة» ، إلى أنه من فروع علم التفسير.

و الحقيقة أن إعراب القرآن ضروري للتفسير و لا ينفصل عن علم القراءات. و عليه ثمّة علوم ثلاثة مترابطة هي: علم التفسير (التأويل) و علم الإعراب و علم القراءات. من هنا نلاحظ أن معظم كتب التفسير لا تخلو من إشارات إلى وجوه القراءة المختلفة و بالتالي إلى وجوه الإعراب.

نام کتاب : إعراب القرآن نویسنده : احمد بن محمد النحاس    جلد : 1  صفحه : 7
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست