بِسْمِ اَللََّهِ اَلرَّحْمََنِ اَلرَّحِيمِ قال أبو جعفر أحمد بن محمد النحاس بمصر في قول اللّه عزّ و جلّ:
الم } اَللََّهُ و قرأ الحسن و عمرو بن عبيد [1] و عاصم بن أبي النجود و أبو جعفر الرؤاسي الم`اَللََّهُ[2] بقطع الألف. قال الأخفش سعيد: و يجوز الم`اَللََّهُ بكسر الميم لالتقاء الساكنين. قال أبو جعفر: القراءة الأولى قراءة العامة، و قد تكلّم فيها النحويون القدماء فمذهب سيبويه [3] أن الميم فتحت لالتقاء الساكنين و اختاروا لها الفتح لئلا يجمعوا بين كسرة و ياء و كسرة قبلها. قال سيبويه: و لو أردت الوصل لقلت:
الم اللّه ففتحت الميم لالتقاء الساكنين كما فعلت بأين و كيف. قال الكسائي: حروف التهجّي إذا لقيتها ألف الوصل فحذفت ألف الوصل حرّكتها بحركة الألف فقلت: الم اللّه و الم اذكروا و الم اقتربت. و قال الفراء [4] : الأصل: الم اللّه كما قرأ الرؤاسي ألقيت حركة الهمزة على الميم، و قال أبو الحسن بن كيسان: الألف التي مع اللام بمنزلة «قد» و حكمها حكم ألف القطع لأنهما حرفان جاءا لمعنى و إنما وصلت لكثرة الاستعمال فلهذا ابتدئت بالفتح. قال أبو إسحاق [5] : الذي حكاه الأخفش من كسر الميم خطأ لا يجوز و لا تقوله العرب لثقله. اَلْحَيُّ اَلْقَيُّومُ و قرأ عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه
[1] عمرو بن عبيد، أبو عثمان البصري، روى الحروف عن الحسن البصري، و هو رأس المعتزلة. وردت له رواية في حروف القرآن (ت 144 هـ) . ترجمته في غاية النهاية 1/602.