responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أقوم المسالك في معرفة أحوال الممالك نویسنده : خير الدين التونسي    جلد : 1  صفحه : 94

مستندا في ذلك لما أمكن تصفّحه من التواريخ الإسلامية و الإفرنجية [3]، مع ما حرّره المؤلّفون من الفريقين فيما كانت عليه و آلت إليه الأمّة الإسلامية، و ما سيؤول إليه أمرها في المستقبل [3] بمقتضى الشواهد التي قضت التجربة بأن تقبل، التجأت إلى الجزم بما لا أظنّ عاقلا من رجال الإسلام يناقضه، أو ينهض له دليل يعارضه، من أنّا إذا اعتبرنا تسابق الأمم في ميادين التمدّن، و تحزّب عزائمهم على فعل ما هو أعود نفعا و أعون، لا يتهيّأ لنا أن نميّز ما يليق بنا، على قاعدة محكمة البنا، إلا بمعرفة أحوال من حفّ بنا و حلّ بقربنا.

ثمّ إذا اعتبرنا ما حدث في هذه الأزمان، من الوسائط التي قرّبت تواصل الأبدان و الأذهان، لم نتوقّف أن نتصوّر الدنيا بصورة بلدة متّحدة، تسكنها أمم متعدّدة، حاجة بعضهم لبعض متأكّدة، و كلّ منهم و إن كان في مساعيه الخصوصية غريم نفسه، فهو بالنظر إلى ما ينجرّ بها من الفوائد العمومية مطلوب لسائر بني جنسه.

2- إعراض رجال الدين عن الإيفاء بذلك الغرض:

فمن لاحظ هذين الاعتبارين، اللذين لا تبقي المشاهدة في صحّتهما أدنى رين‌ [4]، و كان بمقتضى ديانته من الدارين، أن الشريعة الإسلامية كافلة بمصالح الدارين، ضرورة أن التنظيم أساس متين، لاستقامة نظام الدين يسوءه أن يرى‌


[3] الإفرنجية: إلى جانب تأثّره البيّن بابن خلدون، يستشفّ تأثّر خير الدين بآراء الكاتب و المؤرخ الفرنسي مونتسكيوMontesquieu (1689- 1765) صاحب كتاب: تأمّلات في أسباب عظمة الرّومان و تأخرهم:

Conside? rations sur les causes de la grandeur des Romains et de leur de? cadence.

و قد عرّبه رفاعة رافع الطهطاوي و نشره سنة 1845.

أنظر: ماقلي مرسي،Essai ، 83، تعليق عدد 1.

[4] رين: دنس و هناك شك.

نام کتاب : أقوم المسالك في معرفة أحوال الممالك نویسنده : خير الدين التونسي    جلد : 1  صفحه : 94
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست