كما أنّ للصلاة ذكرا و قولا كذلك لها حال و فعل، و لكلّ من ذلك سرّ، إذ الصلاة بأسرها ذات سرّ، و قد تقدّم أنّ الطريق الوحيد لبيان سرّها هو: الكشف الصحيح، أو النقل المعتبر، إذ لا سبيل للعقل الطائف حوم كعبة الكلّيّات أن يسعى بين مصاديقها الجزئيّة، و أن يلزم أن لا يكون الجزئيّ المنكشف أو المنقول مناقضا للكلّيّ المعقول المبرهن.
و أنّ الذي يوجّه به حال المصلّي من القيام و نحوه لا خصيصة له بالصلاة؛ لجريان غير واحد من ذلك في غيرها: كالوقوف في عرفات، و المشعر، و كذا الطواف و السعي، حيث إنّ بعض ما يوجّه به أفعال الصلاة و أحوالها يجري في مناسك الحجّ و العمرة و نحوهما.
و حيث إنّ المهمّ هو النصّ الوارد في بيان أسرار الصلاة في المعراج و نحوه، فلنأت بنبذ منه، ثمّ نشير إلى ما يمكن توجيهه.
روي في العلل عن أبي الحسن موسى بن جعفر 8: كيف صارت الصلاة ركعة و سجدتين؟ (أي: في كلّ ركعة ركوع و سجدتان)، و كيف إذا صارت سجدتين لم تكن ركعتين؟ فقال 7: «إذا سألت عن شيء ففرّغ قلبك لتفهم، إنّ أوّل صلاة صلّاها رسول اللّه- 6- إنّما صلّاها في السماء