responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاسلام دين الفطرة نویسنده : منتظري، حسينعلي    جلد : 1  صفحه : 71
والانشداد الي حقيقة الوجود، و أن لاتحل محله أشياء أخري تافهة . و هذا هو سر دعوة الانبياء الي أصول الايمان، وجعل الاصول الجزئية من تكاليف الناس الذين اذا أنكروها شملهم العذاب الالهي . و هذا ما حصل بالفعل حيث وقع العذاب علي أقوام أنكروها بعناد.

فهي من باب الظروف والخلفيات المتوفرة لدي الافراد. اذا فالدعوة الي الايمان أمر عقلاني ، و كذا الدعوة الي تمهيد مقدماته، اذ انها مقدمات اختيارية .

و أما ما يخص الملاحظة الثانية : فمن الضروري الايمان ببعض الامور سوية، و لايمكن الفصل بينها والايمان بقسم منها و رفض القسم الاخر انطلاقا من التكوين والتوجهات الخاصة بكل انسان . فشخصية الانسان تتبلور من خلال ميوله و تعلقاته و أفكاره . و كلما كانت هذه الامور أقرب الي حقائق الوجود تتبلور شخصيته علي نحو أفضل و أقوم، و كلما كانت وهمية و بعيدة عن الواقع يبتعد الانسان عن هويته أكثر فأكثر. و من البديهي أن أهم واقع في نظام الوجود هو مبدؤه المدبر له الذي اليه المعاد.

ان مركز ثقل الوجود هو الله عزوجل . والوجود كله منه و اليه . و في ضوء ذلك فان أي مركز آخر ينشد اليه الانسان و يتعلق به ليس الا وهما، و لايزيده الا بعدا عن حقيقة الوجود و عن هويته الذاتية . فالانسان لايهديه الي الطريق القويم في معترك الحياة، و لايرشده الي مبدأ الوجود الا هذه الهوية التي لايصل بدونها الي أية غاية .

فوائد الايمان

1 - الايمان - كما ذكرنا من قبل - ناجم عن حاجة أساسية لدي الانسان . و هذا يعني أولا و بالذات، أن الانسان يسعي تلبية لهذه الحاجة . و في الوقت ذاته يمثل الايمان ملاذا حصينا له، والتمسك به يجعل منه كالجبل الراسخ الصامد في وجه الامواج العاتية . أما الاحزان والافراح فليست لدي المؤمن الا أمورا عابرة كالزبد الطافي فوق سطح الماء.

2 - الايمان حصن حصين يقي المؤمن من الاعاصير الجارفة، و يبلغ به الي ساحل الامان، و يصونه من الخواء والعبثية . والتيارات الجارفة لاتثير الامواج في محيط الايمان الهادئ. والايمان ان كان حقيقيا فهو كفيل بصيانة الانسان من دواعي القلق . والمؤمن
نام کتاب : الاسلام دين الفطرة نویسنده : منتظري، حسينعلي    جلد : 1  صفحه : 71
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست