نام کتاب : الاسلام دين الفطرة نویسنده : منتظري، حسينعلي جلد : 1 صفحه : 527
الاحكام في خدمة الاهداف
وردت في الاحاديث و في أقوال الاعلام تأكيدات علي ضرورة نظم الامر من أجل
تحقيق أهداف الدين، أو حتي من أجل بناء حياة سليمة . و كل الاديان متفقة علي القول
ان عدم الالتزام بأحكام الدين يقود الي الضلال والحيرة والابتعاد عن الاهداف الحقيقية
للخلقة . والشريعة وضعت سبلا أفضل لبلوغ الغاية . و هذا يعني أن الاحكام بمثابة سبل
لبلوغ الغاية، و لاتعتبر بنفسها غاية .
من المعايير في كل عصر و زمان - للكشف عن الاحكام الاجتماعية - هو أن تكون
متناسبة مع المصالح الاجتماعية والكمال المعنوي . و هذا يعود الي القول بفطرية الاحكام
الالهية .
والاساس في فروع الاحكام هو انسجام كل حكم مع سائر الاحكام
والمعتقدات . و ان كان هناك أي تعارض فهو دليل علي عدم تطابقه مع الشرعية،
و عدم شرعية ذلك الحكم .
أ - ضرورة الانسجام في الاحكام الاجتماعية
في كل نظام اجتماعي ، محور النظم هو قوانين ذلك المجتمع . و اذا كان هناك أي
تناقض أو تعارض فيها، فلابد أن تحل بالنظم الاجتماعي حالة من الاضطراب و فقدان
الاستقرار.
الدين يقدم لبني الانسان أحكاما و تعاليم قائمة علي الفطرة، و لذلك لايمكن أن
يتصف بالتعارض و عدم الانسجام في منظومته الذاتية ; و ذلك لان الاختلال و فقدان
النظم يتعارض مع الفطرة . نقل أميرالمؤمنين (ع) عن النبي 6 أنه قال : "اذا اتاكم الحديث
متجاوبا متفاوتا، فما يكذب بعضه بعضا، فليس مني و لم اقله و ان قيل قد قاله ، و اذا اتاكم
الحديث يصدق بعضه بعضا فهو مني و أنا قلته".[1]