نام کتاب : الاسلام دين الفطرة نویسنده : منتظري، حسينعلي جلد : 1 صفحه : 50
الاديان
يظهر من تاريخ البشرية أن سلوك المجتمعات كان حافلا بالميل الي الدين . و يمكن
القول : ان تاريخ الانسان و تاريخ الدين شئ واحد و متطابق . و هذا ما تكشف عنه
المصادر الاسلامية أيضا. واستنادا الي ما ورد في القرآن الكريم فان الانسان الاول و هو
آدم (ع) كان قد تحدث عن أمر الله و نهيه له، و بعثه بالنبوة .[1] و استجابة لما تمليه عليهم
ميولهم و متطلباتهم فقد اصطنع الناس لانفسهم أديانا، أو جاءهم الانبياء بدين حق من
الله تعالي . كالاديان التي جاء بها موسي (ع) و عيسي (ع) و نبينا محمد6.
و نحن هنا لسنا بصدد تسليط الضوء علي الجوانب التاريخية للدين ; و انما بصدد
معرفة هل ان لكل واحد من الاديان نصيب من الاحقية أم لا؟ و هل ان من يعتنقون دينا
جريا وراء مقتضيات بيئتهم و تربيتهم، يقبل منهم أم لا؟
و هنا يمكن تقسيم الاديان الي طائفتين : الاديان الوضعية، والاديان التي جاء بها
الانبياء من الله تعالي و أبلغوها للناس . فالاديان الوضعية بما أنها ليست منزلة من الله و
لاجاء بها الانبياء فهي كبقية المعطيات البشرية تفتقر للقدسية، حتي و ان أطلقت عليها
تسمية الدين . و ما عرف من الاديان الالهية هي : اليهودية، والمسيحية، والاسلام .
و هناك رأي يفيد أن المجوسية (الديانة الزرادشتية)، و ديانة الصابئة تعد في عداد
الاديان السماوية أيضا و يستند هذا الرأي الي الايات القرآنية التي ذكرت أسماء هؤلاء،
كقوله تعالي : (ان الذين آمنوا والذين هادوا والنصاري والصابئين من آمن بالله واليوم
الاخر و عمل صالحا فلهم أجرهم عند ربهم )،[2] (ان الذين آمنوا والذين هادوا
والصابئين والنصاري والمجوس والذين أشركوا ان الله يفصل بينهم يوم
القيامة ) .[3]
و لكن الحق أن هذه الاية لاتفيد بأن المجوسية كانت دينا سماويا، رغم أن الاخبار
[1] سورة البقرة (2)، الاية 30 ; سورة آل عمران (3)، الاية 33 .
[2] سورة البقرة (2)، الاية 62 .
[3] سورة الحج (22)، الاية 17 .
نام کتاب : الاسلام دين الفطرة نویسنده : منتظري، حسينعلي جلد : 1 صفحه : 50