responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاسلام دين الفطرة نویسنده : منتظري، حسينعلي    جلد : 1  صفحه : 43
لهذه المهمة ثم يجتهدون في الدين، كما هو الحال في سائر العلوم . الا أنه - و للاسف طبعا - من الظواهر غير المحبذة أن ينبري من ينبري للادلاء برأيه في قضايا الدين - بكل أبعاده وسعته - من غير حيازة الشروط اللازمة . في حين يعتقد في المجالات الاخري برأي أصحاب النظر و أصحاب الاختصاص .

من الطبيعي أن الدين يختلف عن سائر مجالات الحياة بسبب حب الناس له و تعلقهم به، و لهذا فالمرجو هو أن تراعي عند ادلاء النظر في قضاياه القواعد والاصول المسلمة، و ضوابط الاجتهاد، و فهم الدين والمقدمات الضرورية لها، و لاينبغي لاحد أن يظن في نفسه القدرة علي الفهم والاستنباط الصحيح للاحكام قبل حيازة المقدمات التمهيدية لهذه المهمة، و انهاء المراحل العلمية اللازمة لها.

مدخلية الافتراضات المسبقة في فهم الدين

ربما يقترن فهم الدين - فضلا عن القواعد والاصول اللازمة - بافتراضات مسبقة يكون لها تأثير واضح في فهمه . أما بالنسبة الي مدي تأثير هذه الافتراضات المسبقة في فهم الدين، و هل يمكن التوصل الي حقيقة الدين مع وجودها، فهو مما ينبغي التأمل فيه بدقة . فقد ظهرت طيلة تاريخ الاجتهاد في الدين و جهات نظر متفاوتة في الفهم بين الفقهاء والمتكلمين، و انبثقت علي أثر ذلك نحل و مشارب شتي . فهل كانت كل تلك الاجتهادات صحيحة و تمثل حقيقة المعطيات الدينية ؟

لاشك في أن من يسمعون الوحي أو كلام الاولياء يحملون في أذهانهم تصورات عن تلك المفاهيم، بل قد تكون لديهم تصورات حتي عن الله، والملائكة، والمعاد، والجنة، والعبادة، والتضرع الي الله و كيفية ارتباط العباد به . و هذا ما بينه قول الامام الباقر(ع): "كل ما ميزتموه بأوهامكم في أدق معانيه مخلوق مصنوع مثلكم، مردود اليكم و لعل النمل الصغار تتوهم ان لله تعالي زبانيتين".[1]

[1] المجلسي ، بحارالانوار، ج 66، ص 292 و 293، الحديث 23 .
نام کتاب : الاسلام دين الفطرة نویسنده : منتظري، حسينعلي    جلد : 1  صفحه : 43
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست