نام کتاب : الاسلام دين الفطرة نویسنده : منتظري، حسينعلي جلد : 1 صفحه : 33
خارجها، بحيث لايتسني الحفاظ عليها بأساليب القهر والاكراه و ذلك لان الاخلاق ذات
دوافع ذاتية تبادر اليها النفس طواعية . و هذا يعني أنها لاتتوج بالعمل والتطبيق الا
بالتشجيع والحوافز الذاتية، والدين يضطلع بهذا الدور الحيوي أيضا.
و في الختام تجدر الاشارة الي أن تعاليم الدين حملت للبشرية بشائر الحضارة
والمدنية المبنية علي فكرة التدين . و يمكن القول : ان ازدهار كثير من العلوم رهين
بالدين . و مع أن مثل هذه المعطيات لم تكن هي الغاية الاساسية للدين، غير أن الدين
قدمها للمجتمع البشري كهدية كبري .
جواب عن سؤال
و في ضوء ما عرضناه من صورة عن الدين، قد يتبادر الي الاذهان سؤال مفاده : ان
هذه التوضيحات بشأن الدين انما كانت لزمن كان فيه الانسان يفتقر الي التطور و لم تكن
لديه امكانات واسعة، فجاء الدين لتسكين معاناة و آلام مجتمعات العصور المظلمة التي
كانت تنعدم لديها بوارق الامل بالمستقبل، أما اليوم، فقد تطور الانسان و أصبحت لديه
الكثير من الامكانيات، و بلغت الصناعة ذروتها، و حتي الفضاء غدا مسخرا للانسان، و
غير ذلك من معالم التقدم التقني والعلمي الذي ساهم في حل أسرار الحياة و ألغازها
لصالح البشرية، و بلغ الانسان ذروة الرفاه، فما الحاجة الي الدين و مسكناته ؟
والجواب هو: أن الدين ليس مهنة يؤدي تعلمها الي تسكين الالام و ازالة الاضطراب،
و انما هو شعور قلبي تتمخض عنه الاثار والمعطيات التي سبق ذكرها. و اضافة الي ما
يجلبه الدين من تقدم و رفاه، فان الشئ المهم الذي يعطي الحياة معناها هو الجانب
المعنوي فيها، و هو ما ينال عادة بفضل الدين . فتنظيم العلاقات بين الناس، و راحة البال
والسكينة، حقائق لايمكن بلوغها بالرفاه وحده . فمن المعروف أن وجود الانسان في هذه
الدنيا لاينحصر في الجانب المادي حتي يمكن القول : ان مقوماتها و أسبابها متوفرة و
لم يعد للدين أي دور في الحياة . فكلما تعاظم التطور العلمي والصناعي ، ازدادت حاجة
الانسان الي الشؤون المعنوية والاخلاقية . و مهما كسب من الامور المادية، يغدو - ان كان
نام کتاب : الاسلام دين الفطرة نویسنده : منتظري، حسينعلي جلد : 1 صفحه : 33