نام کتاب : الاسلام دين الفطرة نویسنده : منتظري، حسينعلي جلد : 1 صفحه : 282
العفة
العفة : حصول حالة للنفس تمتنع بها عن غلبة الشهوة،[1] و هي تعني اجتناب التحلل
والتهتك . والعفة تدعو المرء الي ترك الصفات البذيئة و كل ما هو قبيح من القول والفعل
والتغلب عليها. والعفة والحياء مصدران لمحاسن الصفات، و رادعان عن كل ما هو
مستقبح . و من أبرز مصاديق العفة ضبط الشهوة الجنسية و عدم السماح لها بالامتداد الي
خارج ما رسمته لها الشريعة . اذ لايفلح من ترك عنان شهوته . و يبين القرآن الكريم أن أبرز
صفات المؤمنين العفة : (قد أفلح المؤمنون ... والذين هم لفروجهم حافظون الا علي
أزواجهم ...) .[2] و أجدر من ينبغي له أن يتصف بهذه الصفة، العزاب الذين لايتيسر
لهم الزواج، و ذلك في قوله تعالي : (وليستعفف الذين لايجدون نكاحا حتي يغنيهم الله
من فضله ) .[3]
و أبرز أبطال العفة والطهارة الذين ذكرهم القرآن هو النبي يوسف (ع) الذي اجتمعت فيه
السيرة الملكوتية والسيرة الملائكية، و كان يتصف بجمال ظاهري و باطني . فهو كان في
الظاهر غلاما من غلمان البلاط، و لكنه كان في واقع الحال أكثر تحررا من أي حر. و قد
ألقي في السجن الذي اختاره بنفسه مرجحا اياه علي حرية مصحوبة بالاثم الذي دعته
اليه زوجة عزيز مصر و نساء البلاط. و كان رده علي ما دعته اليه زوجة عزيز مصر أن
قال : (معاذ الله انه ربي أحسن مثواي ) .[4]
و من مظاهر العفة اجتناب النظر الحرام، و عدم النظر الي الاجنبية بريبة و شهوة ; لان
النظر بشهوة - كما قال النبي 6 - سهم من سهام ابليس .[5] و قال (ع): "و كم من نظرة
أورثت حسرة طويلة".[6]
[1] الراغب الاصفهاني ، مفردات ألفاظ القرآن، ص 573، مادة "عف".
[2] سورة المؤمنون (23)، الايات 1 - 3 ; سورة المعارج (70) الايتان 29 - 30 .
[3] سورة النور (24)، الاية 33 .
[4] سورة يوسف (12)، الاية 23 .
[5] الصدوق، من لايحضره الفقيه، باب ما جاء في النظر الي النساء، ج 4، ص 18، الحديث 4969 .
[6] الكافي ، ج 5، ص 559، الحديث 12 .
نام کتاب : الاسلام دين الفطرة نویسنده : منتظري، حسينعلي جلد : 1 صفحه : 282