نام کتاب : الاسلام دين الفطرة نویسنده : منتظري، حسينعلي جلد : 1 صفحه : 136
طريق سبل غير متعارفة . و قد يأتي ما يراه في عالم الرؤيا صريحا تارة، و قد يحتاج الي
تفسير تارة أخري . فان كان هناك شخص لم يمر بتجربة المنام، و قيل له بأن بعض الناس
عندما ينامون و تتوقف كل حواسهم عن العمل كالموتي، و لكنهم قد يتفق لهم أن يطلعوا
- وهم في هذا الحال - علي بعض الحقائق، فهو بطبيعة الحال قد لايصدق و قد يقول : ان
وسائل الادراك لدي الانسان هي الحواس الظاهرية، فاذا توقفت عن العمل، لايتسني له
ادراك شئ، و لكن التجربة تثبت بطلان رأيه طبعا. فمثلما يدرك العقل في مرتبة معينة
حقائق من المعقولات التي لاتدرك بالحواس، فهكذا الحال أيضا في ما يخص الوحي ; اذ
يعطي النبي في هذه المرتبة بصيرة يدرك بها الامور الغيبية الخافية علي العقل .
تشخيص الوحي من قبل النبي
كيف و عن أي طريق يدرك النبي بأنه قد أوحي اليه ؟ و بأي معيار يفهم بأن ما يحصل
له وحيا و ليس وساوس و هواجس شيطانية ؟ هذا السؤال عرضه زرارة علي الامام
الصادق (ع)، فأجابه بما يلي : "ان الله اذا اتخذ عبدا رسولا أنزل عليه السكينة والوقار،
فكأن الذي يأتيه من قبل الله مثل الذي يراه بعينه".[1] و انطلاقا من هذه الثقة، كان
الانبياء يطرحون تعاليمهم بحزم و من غير تردد. و ليس هناك من نبي كانت لديه شكوك
في ما دعا اليه الناس . و هذا هو أحد الفوارق المهمة بين الانبياء والنوابغ، فالنوابغ رغم ما
يتصفون به من نبوغ غير أنهم كثيرا ما يبدلون آراءهم و يحتملون خلاف ما يقولون به . بينما
النبي عندما يتلقي الوحي و يشهد الواقع، تزول من أمامه الحجب، و يدرك كل شئ بالعلم
الحضوري .
طرق اثبات النبوة
النبوة أمر معنوي و الهي . و للوثوق من صحة ادعاء من يدعي هذا المقام، لابد أن تكون
لديه حجة . و نحن نورد في ما يلي بضع ملاحظات - بايجاز - في مضمار اثبات نبوة النبي ،
[1] تفسير العياشي ، ج 2، ص 201 ; الصفار، محمد بن الحسن، بصائر الدرجات، ص 370 .
نام کتاب : الاسلام دين الفطرة نویسنده : منتظري، حسينعلي جلد : 1 صفحه : 136