نام کتاب : الاسلام دين الفطرة نویسنده : منتظري، حسينعلي جلد : 1 صفحه : 105
3 - الدليل الاخر علي وحدانية الله هو عدم وجود آثار لاله آخر، و من ذلك الرسالة ;
فكل الانبياء الذين بعثوا حتي الان قالوا انهم قد أرسلوا من قبل اله واحد، و لم يظهر حتي
الان نبي يزعم بأنه مبعوث من قبل اله آخر. قال الامام علي (ع) في سياق وصاياه لابنه
الحسن (ع): "واعلم يا بني ! انه لو كان لربك شريك لا تتك رسله و لرأيت آثار ملكه و
سلطانه و لعرفت افعاله و صفاته و لكنه اله واحد كما وصف نفسه لايضاده في
ملكه احد".[1]4 - أن وجود اله آخر في العالم يعني وجود نقص في الله، و أن هذا الاله يفتقر الي
كمالات اله آخر، والاله الاخر يفتقر الي كمالات هذا الاله . اذا فكلاهما ناقصان . و من
الطبيعي أن افتراض وجود اله ناقص يتنافي مع ألوهيته ; و ذلك لان الله وجود مطلق و
ذات كاملة . ولو كان فيه نقص لما أصبح أهلا للالوهية .
أقسام التوحيد
يقسم التوحيد الي عدة اقسام و هي : التوحيد في الذات، والتوحيد في الصفات،
والتوحيد في الافعال، والتوحيد في العبادة . والتوحيد ليس مفهوما دينيا و سماويا فقط،
و انما التوحيد الواقعي هو أن يتجلي - فضلا عن الاعتقاد - في السلوك الفردي
والاجتماعي ; أي في الاخلاق والعمل، و الا فانه يبقي شيئا نظريا كسائر العلوم التي تدون
في الكتب و لايظهر له أي أثر في الواقع الخارجي .
و نحن عندما نتأمل في تعاريف و مفاهيم التوحيد التي سنشرحها في ما يلي
تحت عناوين التوحيد في الذات، و في الصفات، و في الافعال، و في العبادة، نخلص الي
نتيجة مؤداها أن هذا المعني من التوحيد لاينطوي سوي علي استقلال الانسان في مقابل
قوي و آلهة التسلط والقهر في الارض، و يمنح الانسان شعورا بالقوة والاعتزاز بالذات،
و هذا طبعا من مستلزمات المجتمع المدني السليم . و بعبارة أخري : ان ما يسمي اليوم
[1] الشريف الرضي ، نهج البلاغة، الكتاب 31، ص 396 .
نام کتاب : الاسلام دين الفطرة نویسنده : منتظري، حسينعلي جلد : 1 صفحه : 105