نام کتاب : الاسلام دين الفطرة نویسنده : منتظري، حسينعلي جلد : 1 صفحه : 103
أية طاعة عمياء لغير الله شرك و مخالفة للتوحيد. فبعض أهل الكتاب الذين أسلموا
قيادهم لعلمائهم من غير ترو، اعتبر القرآن عملهم هذا بمثابة عبادة لغير الله، و قال في
وصفهم : (اتخذوا أحبارهم و رهبانهم أربابا من دون الله والمسيح ابن مريم و ما أمروا الا
ليعبدوا الها واحدا لا اله الا هو سبحانه عما يشركون ) .[1]
الادلة علي وحدانية الله
1 - الانتظام والانسجام يدلا ن علي وجود منهج متناغم مع ظروف جميع المجالات
والقطاعات . فلو كان في هذا الكون مدبران لشؤونه لاختل النظم فيه قطعا; لان كل واحد
منهما يريد العمل وفقا لارادته . اذا فالانتظام والانسجام اللذان يحكمان هذا الكون
الفسيح، و عدم وجود أي خلل أو عيب فيه، يدلا ن علي وجود مدبر واحد يديره بدقة و
اتقان .
و هذا العالم الذي نعيش فيه يتصف بمثل هذا الانسجام والاتقان ; و هناك تناسق تام
بين موجوداته . فكل واحد منها في موضعه الصحيح، و يكمل كل واحد منها الاخر. و كل
هذا يدل علي أن مدبره واحد لا شريك له .
لو كان في هذا العالم عدة آلهة ، فلابد أن تكون له - حسبما تقتضي ألوهيته - ارادة
مستقلة عن غيره، و غير منسجمة و لا متوافقة مع ارادة سائر الالهة، و هو ما يوقع العالم
طبعا في فوضي . أي أن كثرة الالهة تعني أن كل واحد منهم يسعي الي تحقيق ارادته، و من
الطبيعي أن تكون ارادة كل واحد منهم متعارضة مع ارادة غيره، و عند التطبيق تتعارض
الارادات و ينهار كل شئ في هذا العالم . ويفصح القرآن الكريم عن هذا الاستدلال بعبارة
موجزة و هي قوله تعالي : (لو كان فيهما آلهة الا الله لفسدتا فسبحان الله رب العرش
عما يصفون ) .[2]
لو كان في الوجود آلهة متعددة لكان لكل واحد منهم مخلوقا، ولسعي كل وراء خالقه،
و لوقع العالم علي أثر ذلك في تعارض، ولحاول كل واحد منهم - بحكم ألوهيته المطلقة -
السيطرة علي العالم و اخضاع كل الكائنات لتدبيره، و هذا ما يفضي بالنتيجة الي نشوب
[1] سورة التوبة (9)، الاية 31 .
[2] سورة الانبياء (21)، الاية 22 .
نام کتاب : الاسلام دين الفطرة نویسنده : منتظري، حسينعلي جلد : 1 صفحه : 103